Saturday, October 11, 2014

عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف اصحاب ام اعداء ؟


عثمان يتخلى عن صاحبه عبد الرحمن بن عوف ويخون قسم بيعة الخلافة !
لما بنى عثمان قصره (طمار الزوراء) أولم وليمة  ودعا الناس  وكان فيهم عبد الرحمن بن عوف الزهري ذلك  الذي  كان قد صفق على يد عثمان واختاره خليفة كما مر بنا في شورى الستة.  نظر عبد الرحمن إلى البناء والطعام قال: (يا ابن عفان! لقد صدقنا عليك ما كنا نكذب فيك، وإني أستعيذ بالله من بيعتك، فغضب عثمان وقال: أخرجه عني يا غلام! فأخرجوه وأمر الناس أن لا يجالسوه، فلم يكن يأتيه أحد إلا ابن عباس كان يأتيه فيتعلم منه القرآن والفرائض، ومرض عبد الرحمن فعاده عثمان وكلمه فلم يكلمه حتى مات. )(شرح ابن أبي الحديد ج1 ص 65) ,ويروي صاحب العقد: (لما أنكر الناس على عثمان ما أنكروا من تأمير الأحداث من أهل بيته على الجلة الأكابر من أصحاب محمد (ص)، قالوا لعبد الرحمن بن عوف: هذا عملك واختيارك لأمة محمد. قال: لم أظن هذا به. ودخل على عثمان فقال له: إني إنما قدمتك على أن تسير فينا بسيرة أبي بكر وعمر، وقد خالفتهما. فقال: عمر كان يقطع قرابته في الله وأنا أصل قرابتي في الله. فقال له: لله علي أن لا أكلمك أبدا. فمات عبد الرحمن وهو لا يكلم عثمان.) ( العقد الفريد لابن عبد ربه ج2 ص98).
كان عثمان بعد ذلك يرسل لعبدالرحمن من يوبخه ويشتمه فقد روى ابن شبة (حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: بينما نحن جلوس مع عبد الرحمن بن عوف في منزله إذ جاء رجل فسلم فرد عليه عبد الرحمن السلام، فقال له الرجل: قم إلي ها هنا أكلمك. فقال معه عبد الرحمن فوقف معه بين الباب والستر، ثم دخل علينا كأن وجهه البسر صرفا، فقلت له: لقد دخلت بوجه ما خرجت به. فقال: أجل، هذا رسول عثمان دعاني فشتمني ما شاء ثم ذهب. ) ( تاريخ المدينة لابن شبة ج2 ص 132, باب خبر عثمان)
بعد ذلك الجفاء بين عبد الرحمن بن عوف وعثمان يروي بن شبة هذه الحادثة:
 ( عن أبي وائل قال: لَقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد: ما لك لا تأتي أمير المؤمنين يعني عثمان ولا تغشاه. فقال له عبد الرحمن: أبْلِغْهُ عني أني لم أغِب عن بدر، ولم أفِرّ يوم عُيَيْن (يعني يوم أحد) ولم أُخالف سنة عمر. قال: فأخبر الوليد عثمان  فقال: أما يوم بدْر فإنما كانت على ابنة رسول الله ، وقد ضرب لي رسول الله ص بسهم، وأما يوم عُيَيْن فَلِمَ تُعيّرُني بذنب قد عَفَا الله لي فيه فقال: (إن الَّذِين تَولَوْا مِنكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَان)الاَية. وأما سُنَة عمر ، فواللّه ما أظنني أنا ولا هو يطيق سُنَّة عُمر.) (تاريخ المدينة لابن شبة , باب أخبار عثمان) . تأمل اقرار عثمان وأعترافه بأنه لايأخذ بسنة عمر, وهذا نكث ليمين بيعته بالخلافة ,فقد تقدم في فصل (عمر) أن عبد الرحمن بن عوف عرض على الامام علي وعلى عثمان العمل بسنة رسول الله (ص) وسنة أبابكر وسنة عمر فرفض الامام علي ذلك وقال أعمل بكتاب الله وسنة رسوله واجتهاد برأيي, أما عثمان فوافق  على العمل بسنة أبابكر وعمر فنال الخلافة , وبعد زمن يسير نكث يمينه ذلك وقال أنه لايطيق سنة عمر!  روى ابن حنبل: 
( لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان  فقال له عبد الرحمن أبلغه أني لم أفر يوم عينين قال عاصم يقول يوم أحد ولم أتخلف يوم بدر ولم أترك سنة عمر  قال فانطلق فخبر ذلك عثمان  قال فقال أما قوله إني لم أفر يوم عينين فكيف يعيرني بذنب وقد عفا الله عنه فقال ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم), وأما قوله إني تخلفت يوم بدر فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله  حين ماتت وقد ضرب لي رسول الله  بسهمي ومن ضرب له رسول الله  بسهمه فقد شهد وأما قوله إني لم أترك سنة عمر  عنه فإني لا أطيقها ولا هو فأته فحدثه بذلك) (مسند احمد بن حنبل ج1 ص 464) , وبرواية ابن عساكر : (وأما قولك فررت يوم عينين فقد صدقت قد عفا الله عني وأما سنة عمر فوالله ما استطعتها أنا ولا أنت) ( تاريخ دمشق  ج39 ص 257 ) هذه المصادر تبين خيانة عثمان لقسم البيعة وتخليه عن سنة عمر بأعترافه.
 إن عبد الرحمن بن عوف سمع تنصل عثمان من يمينه وأعترافه بعدم تطبيق سنة أبي بكر وعمر ورأى تأمير قومه وصرفه وبذخه فقال لعثمان: (لله علي أن لا أكلمك أبدا. فلم يكلمه أبدا حتى مات وهو مهاجر لعثمان، ودخل له عثمان عائدا له في مرضه فتحول عنه إلى الحائط ولم يكلمه)( أنساب الاشراف للبلاذري ج5 ص 57، العقد الفريد لابن عبد ربه ج2 ص 258 وفي طبعة اخرى ج 4 ص 265  ) . روى الدينوري :(وكان عثمان بن عفان مهاجراً لعبد الرحمن بن عوف حتى ماتا.) ( المعارف لابن قتيبة  ج1 ص125) ,ونقول لنترك المدافعين عن نظرية عدالة الصحابة في حيرتهم وهم يقرأون هذه المشاحنات ونكث الوعود بين الصحابة.

ليس بعيداً أن ميتة عبد الرحمن بن عوف لم تكن ميتة طبيعية, فقد كان عثمان وبطانته من بني أمية أصحاب تجربة في الاغتيالات والتصفيات . لقد انفردعبد الرحمن برواية حديث الطاعون تلك التي تقدم ذكرها في فصل (عمر), وبذلك الحديث تم التخلص من المرشح المرتقب بعد عمر وهو أبوعبيدة الجراح ليكون هو (عبدالرحمن) الخليفة بعد عثمان. ولقد مر أن في مجلس الشورى السداسي  الذي ابتدعه الخليفة عمر كان الامر  لعبد الرحمن بن عوف الذي صفق على يد عثمان بن عفان ونصبه خليفة  آملا بالخلافة من بعده, ولهذا قال له الامام علي (واللّه ما وليت عثمان الا ليرد الامر اليك , واللّه كل يوم في شان) (تاريخ الطبري ج3 ص 297, الكامل لابن الاثير ج3 ص 37 ,العقد الفريد  ج3 ص 76). لكن الامور سارت على غير مايشتهي القوم ,فماحصل من فرقة وشقاق بين عبدالرحمن وبين عثمان  لم يكن الا تحقق دعوة العبد الصالح علي بن أبي طالب المغبون حقه في الخلافة , وتقدم  قول علي لعبدالرحمن : (دق الله بينكما عطر منشم .) فتحققت الدعوة الصالحة, وصارت العداوة والبغضاء بين عبد الرحمن وعثمان  بعد الود والمصالح (راجع فصل عمر). لقد ندم  عبدالرحمن على بيعته لعثمان كما تقدم ,ولكن بعد فوات الاوان ,فكانت آلة الاغتيالات الأموية جاهزة لازهاق روح مرشح الخلافة بعد عثمان , فياللاقدار التي جازت ابن عوف بما فعل عندما روى حديث الطاعون فتخلص عمر بن الخطاب من أبي عبيدة المرشح المرتقب بعده لينال الخلافة عثمان بن عفان الاموي, وبنيل عثمان للخلافة رأى معاوية أقتراب موعده في تسلم زمام الامور بموت عبد الرحمن بن عوف , وهو ما تم بعد ذلك , فصار عبد الرحمن بن عوف في عداد الموتى في زمن حكم عثمان بن عفان لتصير الخلافة أقرب الى معاوية من قبل. ولما صار الامام علي  خليفة بعد مقتل عثمان كما سيأتي في الفصل القادم حاربه معاوية بن أبي سفيان الاموي علانية وبكل مايستطيع في معركة صفين التي قتل فيها أكثر من مائة الف مسلم, فالخطة الاموية في الاستحواذ على الخلافة تأخرت بوجود الامام علي في كرسي الخلافة. 

لمزيد من قراءة راجع الرابط 
http://marwan1433.blogspot.ca/2013/07/6_26.html

No comments:

Post a Comment