ولاة
عثمان بن عفان على الامصار
1-
عزل عثمان والي البصرة ابو موسى الاشعري ونصب مكانه عبد الله بن عامر بن كريز وهو
ابن خال عثمان , وكان عمر عبدالله بن عامر 25 عاما انذاك ولبس الخز (الحرير) وجبة
حمراء (اسد الغابة لابن الاثير ج3 ص 192
) وفي رواية ابن عبد البر كان عمره
حين ولاه عثمان 16 عاماً (الاستيعاب لابن عبد البر ج3 ص932 ترجمة عبدالله بن
عامر). عند مقتل عثمان بن عفان ينهب عبد الله بن عامر بيت المال في البصرة ويأتي
المدينة ( الكامل لابن الاثير ج 3 ص 106). أغتيل عبد الله بن عامر هذا في عهد
معاوية قبيل تنصيب معاوية ابنه يزيدا وليا
للعهد.
2-
بعد أن أعطى سعد بن أبي وقاص صوته لعثمان في مجلس الشورى الصوري كما تقدم في فصل
(عمر ), يجازيه عثمان بن عفان فيعينه
والياً على الكوفة , ثم يعزله بعد أقل من سنة ويعين محله الفاسق الوليد بن عقبة بن
أبي معيط, وقد مرت بنا خطة عمر وعثمان في جلب سعد بن أبي وقاص من الكوفة ليصوت
لعثمان في مجلس الشورى( راجع قصة الشورى في فصل عمر). تجتمع تفاسير القرآن على أن الوليد بن عقبة
هذا أنزلت فيه الاية ( يا أيها الذين
آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم
نادمين ) ( الحجرات 6) , اشتهر الوليد
بالخمر والمجون وكان في الكوفة يصلي الفجر بالناس وهو سكران, فذهب جماعة من
الكوفيين إلى يثرب يشكونه إلى عثمان، و صحبوا معهم خاتمه الذي انتزعوه منه في سكره كدليل على سكره الشديد ، ولما قابلوا
عثمان، وشهدوا عنده بما رأوه من شرب الوليد للخمر، زجرهم عثمان، وقال لهم:
مايدريكم أنه شرب الخمر فخرجوا من عنده.
وذهبوا إلى الامام علي بن أبي طالب ، وأخبروه بما ألم بهم فانبرى الامام
إلى عثمان قائلا: دفعت الشهود وأبطلت الحدود, فقال عثمان لعلي : ماترى؟ قال علي
:أرى ان تبعث إلى صاحبك، فان أقاموا الشهادة في وجهه ولم يدل بحجة أقمت عليه الحد.
لم
يجد عثمان بدا من الاذعان فكتب الى الوليد يأمره بالمجئ اليه فلما مثل بين يدي
عثمان, دعا عثمان الشهود فشهدوا عليه فقام الامام علي بن أبي طالب ليجلده فسب
الوليد عليا وقال له : ياصاحب مكس , فضرب علي به الارض واقام الحد جلدا وهو يقول :
لتدعني قريش جلادها, فصاح عثمان بعلي مدافعا عن الوليد : ليس لك ان تفعل به هذا!
فقال علي: بلى وشر من هذا اذا فسق. ( بتصرف عن مروج الذهب للمسعودي.)
لم
يجد عثمان بن عفان بدا سوى عزل الوليد بن عقبة بعد فضائحه ونصب مكانه على الكوفة
من هو شر منه وهو قريب اخر لعثمان وهو سعيد بن العاص . كان سعيد منحرفا طائشا
كالوليد ومن اقواله ( انما الكوفة بستان لقريش) وهو يعني أن ماتأتيه الكوفة من
غلاة ودخل قومي أنما سيكون لقريش, وهي مقولة تعبر عن النفس الاستغلالي للحكام
الظلمة وتظهر الاسلام وكأنه دين استعماري ينهب الشعوب ليتمتع رجال الحكم بخيرات
وكنوز البلاد .
3-
في عهد عمر كان عمرو بن العاص والي مصر فعزله عثمان ونصب محله عبد الله بن أبي سرح
وهو أخو عثمان لأمه( ستأتي ترجمته في فصل أعداء النبي) . عبد الله بن أبي سرح هذا من الذين أهدر النبي محمد(ص)
دمهم لجرأته على الدين وكذبه على النبي (ص) . فقد كان ابن سرح من الكتبة وكان يغير
في كتابته لآيات القران استهزاءا بالنبي ويقول لاصحابه : مايدري محمد ماذا أكتب !
ثم يهرب مرتدا ويهدر النبي دمه (بتصرف عن الاستيعاب لابن عبد البر, ج 2 ص 378 ,ترجمة ابن سرح ). بعد فتح مكة أذعن كفار قريش للمسلمين خوفا
وطمعا ومنهم عبد الله بن أبي سرح هذا , فيأتي عثمان متوسلا بالنبي (ص) ليعفي عنه ( ابن سرح أخو عثمان لإمه) ,
والنبي يعرض عنهما, ثم يعاتب النبي (ص)
اصحابه بعد الحادثة فيقول لهم : ما منعكم أن يقوم احدكم الى هذا الكلب فيقتله! (
مغازي الواقدي, غزوة الفتح صفحة 267 ) . إن الذي سماه النبي بالكلب يصبح واليا على
مصر في عهد عثمان ,فتأمل.
لم
يطق أهل مصر واليهم الظالم عبد الله بن أبي سرح فأتوا في سبعمائة رجل الى المدينة
يطلبون من الخليفة عثمان أن يعزل بن أبي سرح لسوء حاله وطيشه.فلم يأبه عثمان بهم
فقال له الامام علي : انما يسألك القوم رجلا مكان رجل, وقد ادعوا قبله دما, فاعزله
عنهم واقض بهم , فان وجب عليه حق فانصفهم منه !
تأمل ايها القارئ اسلوب الامام علي في الحكم والعدالة قلما نجد مثله في
ارقى الامم, ولكن حقه قد غمط وصار مقامه
في عهد الخلفاء كمقام باقي الناس.
استجاب
عثمان لمطالب أهل مصر على كره وقال لهم : اختاروا رجلا اوليه عليكم مكانه فاشار
الناس عليه بمحمد بن أبي بكر وهو ابن الخليفة الاول أبوبكر, فوافق عثمان ظاهريا
على ذلك و هيأ خطة غادرة لقتل محمد بن أبي بكر ومن معه وتصرف وكأنه يريد خيراً
لكنه أضمر الشر والقتل , ثم كتب عثمان عهده لهم
ووجه معهم بعض المهاجرين والانصار من أهل المدينة ليذهبوا الى مصر . لكن
مصاريف القدر فضحت الغدر , كما يلي : بينما القوم ومعهم محمد بن أبي بكر خارجين من المدينة في طريقهم الى مصر شاهدوا رجلا قادما من يثرب (المدينة) فأوقفوه فاذا هو ورش غلام عثمان, ففتشوا متاعه فوجدوا
رسالة بختم عثمان بن عفان موجهة الى حاكمه الظالم اخيه في مصر عبد الله بن أبي سرح
يأمره فيها بالتنكيل بالقوم القادمين من مكة وهو الوفد المصري وبعض المهاجرين
والانصار وهي خطة غادرة للتخلص من المعارضة وابقاء الحكم لعبدالله بن أبي سرح وكان
الخط في الكتاب هو خط وزير عثمان وهو مروان بن الحكم . ويذكر البلاذري نص الكتاب
حيث مكتوب فيه : (أما بعد: فإذا قدم عليك عمرو بن بديل فاضرب عنقه، واقطع يدي ابن
عديس و كنانة، وعروة، ثم دعهم يتشحطون في دمائهم حتى يموتوا، ثم أوثقهم على جذوع
نخل) ,فغضب القوم على ذلك الغدر من عثمان ووزيره مروان فقفلوا راجعين الى يثرب وقد
صمموا على خلع عثمان أو قتله, وقتل عثمان بعد ذلك . ( بتصرف عن أنساب الاشراف
للبلاذري) وكانت هذه الحادثة هي الدافع الاخير لقتل الخليفة الثالث عثمان وسيأتي
تفصيلها فيما بعد.
4-
ابقى عثمان على ولاية الشام معاوية بن أبي سفيان, وفي عهده ضم فلسطين والاردن الى
الشام فصارت تحت أمرة معاوية بن ابي سفيان ,وصار لمعاوية نفوذ وقوة جيش لايجاريه
احد, فيا له من تمهيد لخلافة طلقاء بني أمية بدأ به الخلفاء حتى اينع واستوى في
عهد عثمان .
نهب
الاموال
تميز
عهد عثمان بالبذخ فقد أغتنت الدولة بمال الفتوحات , وكان عثمان كريما فقط على
عشيرته فكان يصرف عليهم من أموال بيت المسلمين ويغدقهم بالعطايا والاراضي والهبات, و خصص قسما كبيرا
من الثروة للصفوة من انصاره وحرم معارضيه من العطايا إلا من كان يخاف من لسانه
وسطوته وعشيرته , وسيأتي ذكر عطاياه على بني أمية وعلى اقاربه ليتبين البذخ الكافر في دولة الاسلام التي كان خليفتها
عثمان بن عفان.
نوه
عثمان في أكثر من حادثة تحيزه لعشيرته وعمومته فقد قال يوما لجمع من المسلمين
وفيهم عمار بن ياسر (لو أن مفاتيح الجنة في يدي لاعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من
عند آخرهم، والله لاعطينهم ولاستعملنهم على رغم أنف من رغم. فقال عمار:
على رغم أنفي ؟ قال: على رغم أنفك. قال: وأنف أبي بكر وعمر ؟ فغضب عثمان
فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا، فأجفله الناس عنه) ( تاريخ
المدينة لابن شبة ج3 ص 1098, باب خلافة عثمان)
ومثله
ذكر ابن حنبل : (فقال عثمان لو أن بيدي
مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم) (
مسند احمد ج1 ص417). ولم يذكر ابن حنبل في مسنده ان عثمانا ضرب عمارا كما ذكر ابن
شبة فكأنه بتر الرواية كي لايظهر قسوة عثمان وصلافته مع عمار . هذا وماقبله
أعتراف بلسان الخليفة على ولاء منقطع
النظير لعشيرته. وقد ذكر الامام علي في ايام خلافته مصداق ذلك فقال يصف عهد عثمان
( وقام معه بنو أبيه يخضمون مال المسلمين خضم الابل نبتة الربيع) ( نهج البلاغة ,
الخطبة الشقشية).
عطايا
عثمان لعشيرته
كان
في يثرب ( المدينة) سوق يسمى تهروز تصدق به النبي محمد (ص) على جميع المسلمين, لكن
عثمان قام في عهده بوهب ذلك السوق لقريبه الحارث بن الحكم بن ابي العاص (أخو
مروان بن الحكم),ووهبه ابل الصدقة التي وردت الى المدينة ( عن حياة الامام الحسين لباقر شريف القرشي ونقله
عن انساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص28 ,
العقد الفريد ج 3 ص 103 ). لم يكتف عثمان بهذا فقد أعطى للحارث بن الحكم ثلاثمائة
ألف درهم( انساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 52. ) .الحكم هو ابن عم عثمان وبذلك يكون مروان بن الحكم ابن
ابن عم الخليفة.
وهب
عثمان الى أبي سفيان شيخ بني أمية مائتي ألف من بيت المال (شرح النهج لابن أبي الحديد ج1 ص 67) ولاندري هل بيت مال المسلمين لتوزيع الهبات
والعطايا أم للامة وما تحتاجه ؟
أما
سعيد بن العاص , قريب الخليفة عثمان والوالي على الكوفة بعد الوليد الفاسق
, فقد وهبه عثمان مائة الف درهم (انساب الاشراف للبلاذري ج5 ص 28.) ولم يرض أهل الكوفة
بولاية سعيد بن العاص هذا وكان ذلك من اسباب ثورة اهل الكوفة على عثمان. ولد سعيد
بن العاص هذا في عام الهجرة وقُتل ابوه في بدر كافرا , قتله علي بن أبي طالب .
وبعد مقُتل عثمان بن عفان , اعتزل سعيد الناس ولم يبايع علياً قاتل أبيه, ولما صار
معاوية ملكا ولاه على المدينة, فكان معاوية يداول بينه وبين مروان بن الحكم على
ولاية المدينة . ( بتصرف عن الاستيعاب لابن عبد البر ج1 ترجمة سعيد).
وهب
عثمان بن عفان لزوج ابنته عبد الله بن خالد بن أسيد ستمائة ألف درهم من بيت
مال المسلمين في البصرة حيث كتب لواليه على البصرة عبد الله بن عامر بأن يدفع هذه
الهبة من بيت مال الدولة( حياة الامام الحسين لباقر شريف القرشي, تاريخ اليعقوبي ج2 ص 145), تأمل فعل
الخليفة فكأنه قدّم ابنته إلى عبد الله بن خالد وجعل مهرها من
بيت المال! ألا يذكرنا هذا العمل بما يفعله الملوك والرؤساء العرب , ومن العجيب أن
الذين يثورون على الحكام العرب في عصرنا لايتبرأون من أعمال عثمان وغيره من
الخلفاء, لجهلهم بتاريخهم وبسبب التحريف الذي قام به وعاظ السلاطين فرفعوا الخلفاء
ومنهم عثمان الى مقامات مقدسة .
أما
الوليد بن عقبة الفاسق فقد استقرض من خازن بيت مال المسلمين الصحابي عبد
الله بن مسعود أموالا طائلة فأقرضه،
وطلبها منه عبد الله من مسعود بعد
ذلك فأبى الوليد أن يعيد الاموال, ولما
ورفع عبد الله بن مسعود رسالة إلى عثمان يشكوه اليه، كتب عثمان إلى عبد الله رسالة
جاء فيها : انما أنت خازن لنا فلا تعرض للوليد فيما أخذ من المال ! فغضب ابن
مسعود، وطرح مفاتيح بيت المال وقال : كنت أظن اني خزان للمسلمين، فاما اذا كنت
خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك .وأقام بالكوفة بعد أن استقال من منصبه (باختصار عن
انساب الاشراف للبلاذري ج 5 ص 30.). لم ينس عثمان فعل عبد الله بن مسعود فأسر ذلك
في نفسه ولم يطل العهد حتى مات الصحابي عبد الله بن مسعود في عهد عثمان بعد ضربه
من جلاوزة الخليفة فمات رحمه الله مظلوما, وسيأتي تفصيل ذلك.
الحكم بن أبي العاص بن أمية : (الحكم بن
أبي العاص هو عم الخليفة الثالث عثمان) ( الاصابة للعسقلاني , ترجمة الحكم), ستأتي
سيرته في فصل (اعداء النبي).
الحكم
بن أبي العاص من ألد اعداء النبي محمد (ص), فقد كان يتجسس على النبي في بيته وكان
يقلد مشيته ساخراً ,وقد يظن القارئ أن
مافعله الحكم كان في عهد الجاهلية ولكن
ليس كذلك, فما فعله الحكم كان بعد اسلامه , فنفاه محمد (ص) إلى الطائف
وسماه بالوزغ, والوزغ نوع من سلاحف الصحراء ,وحرم عليه الدخول الى المدينة ,ولما
مات النبي (ص) راجع عثمان أبا بكر ليدخله فرفض أبو بكر، ولما مات أبو بكر راجع
عثمان عمر ليدخله المدينة فأبى عمر. روى الطبراني: ( عن ابن عباس , قال: إنما كان
نفي النبي (ص) الحكم بن أبي العاص من المدينة إلى الطائف , بينما النبي في حجرته فإذا هو
إنسان يطلع عليه , فقال النبي (ص):الوزغ , الوزغ, فنظر فإذا هو الحكم , فقال النبي(ص)
:اخرج لا تساكني بالمدينة ما بقيت , فنفاه إلى الطائف.) ( المعجم الكبير للطبراني ج10 ص 294)
, وذكر الدينوري : (وكان مروان يكنى أبا عبد الملك وأبوه الحكم ابن أبي العاص كان طريد
رسول الله (ص) وأسلم يوم فتح مكة ومات في خلافة عثمان، وكان سبب طرد رسول الله
(ص) إياه أنه كان يفشي سره فلعنه وسيره إلى بطن وج فلم يزل
طريداً حياة النبي وخلافة أبي بكر وعمر،
ثم أدخله عثمان وأعطاه مائة ألف درهم) ( كتاب المعارف لابن
قتيبة ج1 ص80).
إنبرى
ابن تيمية الحراني مدافعا عن عثمان فقال مبررا رد الحكم الى المدينة:
(وبالجملة فنحن نعلم قطعا أن النبي لم يكن يأمر بنفي أحد دائما ثم يرده عثمان معصية لله ورسوله ولا ينكر ذلك عليه المسلمون وكان عثمان أتقى لله من أن يقدم على مثل هذا بل هذا مما يدخله الاجتهاد, فلعل أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يرداه لأنه لم يطلب ذلك منهما وطلبه من عثمان فأجابه إلى ذلك أو لعله لم يتبين لهما توبته وتبين ذلك لعثمان وغاية ما يقدر أن يكون هذا خطأ من الاجتهاد أو ذنبا) ( منهاج السنة لابن تيمية الحراني ج6 ص167) . إن دأب ابن تيمية هو تبييض افعال الخلفاء والسلاطين فتأمل كلامه الركيك ومحاولة التفافه على المعاني والحقائق ,وكم من سار على منواله لرفع مقام الخلفاء والملوك بزيف الكلام وسفسطاته. وخير رد على تهافت كلامه هو ماقاله الذهبي اموي الهوى كذلك الذي لم يستطع انكار حقيقة نفي الحكم فقال في الحكم (الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي، والد مروان وابن عم أبي سفيان، وعم عثمان بن عفان. أسلم يوم الفتح. كان يفشي سر النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل كان يحاكيه في مشيته، فطرده إلى الطائف وسبه. فلم يزل طريداً إلى أن استخلف عثمان، فأدخله المدينة وأعطاه مئة ألف) ( كتاب العبر في خبر من غبر للذهبي ج1 ص 5) إن كلام ابن تيمية الذي يقول فيه : (أن عثمان أتقى من أن يقدم على مثل هذا !) قول لامعنى له ولن يغير من حقائق التاريخ.
(وبالجملة فنحن نعلم قطعا أن النبي لم يكن يأمر بنفي أحد دائما ثم يرده عثمان معصية لله ورسوله ولا ينكر ذلك عليه المسلمون وكان عثمان أتقى لله من أن يقدم على مثل هذا بل هذا مما يدخله الاجتهاد, فلعل أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يرداه لأنه لم يطلب ذلك منهما وطلبه من عثمان فأجابه إلى ذلك أو لعله لم يتبين لهما توبته وتبين ذلك لعثمان وغاية ما يقدر أن يكون هذا خطأ من الاجتهاد أو ذنبا) ( منهاج السنة لابن تيمية الحراني ج6 ص167) . إن دأب ابن تيمية هو تبييض افعال الخلفاء والسلاطين فتأمل كلامه الركيك ومحاولة التفافه على المعاني والحقائق ,وكم من سار على منواله لرفع مقام الخلفاء والملوك بزيف الكلام وسفسطاته. وخير رد على تهافت كلامه هو ماقاله الذهبي اموي الهوى كذلك الذي لم يستطع انكار حقيقة نفي الحكم فقال في الحكم (الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي، والد مروان وابن عم أبي سفيان، وعم عثمان بن عفان. أسلم يوم الفتح. كان يفشي سر النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل كان يحاكيه في مشيته، فطرده إلى الطائف وسبه. فلم يزل طريداً إلى أن استخلف عثمان، فأدخله المدينة وأعطاه مئة ألف) ( كتاب العبر في خبر من غبر للذهبي ج1 ص 5) إن كلام ابن تيمية الذي يقول فيه : (أن عثمان أتقى من أن يقدم على مثل هذا !) قول لامعنى له ولن يغير من حقائق التاريخ.
مروان بن الحكم بن أبي العاص
استوزر
الخليفة عثمان ابن عمه مروان بن الحكم
وجعله مستشاره الخاص، فصارت جميع مقدرات الدولة تحت تصرفه، ووهب من الاموال
ما يلي:
اعطاه خُمس غنائم افريقية، وقد بلغت خمس مائة
الف دينار( تاريخ ابي الفداء ج 1 ص 168 .طبقات ابن سعد ج 3 ص 24 ), ووهب له ألف
وخمسين أوقية، لا نعلم أنها من الذهب أو الفضة
(سيرة الحلبي ج2 ص 87.). فقال في ذلك الصحابي عبد الرحمن بن حنبل:
وأحلف
بالله جهد اليمين ما ترك الله أمرا سدى
ولكن
جُعلت لنا فتنة لكي نبتلى بك أو تبتلى
دعوت
الطريد فأدنيته خلافا لما سنه المصطفى
ووليت
قرباك أمر العباد خلافا لسنة من قد مضى
وأعطيت
مروان خمس الغنيمة آثرته وحميت الحمى
ومالا
أتاك به الأشعري من الفيء أعطيته من دنا
(
الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر ج1 ص 250, ترجمةعبد الرحمن بن حنبل)
ولما علم عثمان بما قاله عبد الرحمن بن حنبل طرده من المدينة ونفاه, وهي سياسة كان
يستعملها عثمان مع من يخالفه ,وقد فعلها
مع أبي ذر وحذيفة كما سيأتي .
فوق تلك الهبات أعطى الخليفة عثمان لمروان بن الحكم مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له : (أتبكي إن وصلت رحمي ؟ فقال زيد بن أرقم: لا ولكن أبكي لاني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت انفقته في سبيل الله في حياة رسول الله , لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا! فصاح به عثمان: الق المفاتيح ياابن أرقم فانا سنجد غيرك ) ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص 67.). ثم يهب عثمان بن عفان لمروان (فدك) (تاريخ أبي الفداء ج1 ص 168) , وتقدم ذكر فدك في فصل السقيفة , تلك الارض التي وهبها النبي الكريم لابنته الزهراء فاطمة, ثم غصبها الخلفاء منها بعد رحيل النبي وأدعى الخليفة أبوبكر أن النبي لايورث, وتمر السنون لينعم عثمان بن عفان على مروان طريد الرسول بفدك , فتأمل !
فوق تلك الهبات أعطى الخليفة عثمان لمروان بن الحكم مائة الف من بيت المال، فجاء زيد بن أرقم خازن بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وجعل يبكي فنهزه عثمان وقال له : (أتبكي إن وصلت رحمي ؟ فقال زيد بن أرقم: لا ولكن أبكي لاني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت انفقته في سبيل الله في حياة رسول الله , لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا! فصاح به عثمان: الق المفاتيح ياابن أرقم فانا سنجد غيرك ) ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج1 ص 67.). ثم يهب عثمان بن عفان لمروان (فدك) (تاريخ أبي الفداء ج1 ص 168) , وتقدم ذكر فدك في فصل السقيفة , تلك الارض التي وهبها النبي الكريم لابنته الزهراء فاطمة, ثم غصبها الخلفاء منها بعد رحيل النبي وأدعى الخليفة أبوبكر أن النبي لايورث, وتمر السنون لينعم عثمان بن عفان على مروان طريد الرسول بفدك , فتأمل !
روى
الفسوي : ( حدثني سليمان: أن عمر نظر في مزارعه فخرق سجلاتها غير مزرعتي خيبر
والسويداء. فسأل عمر: خيبر من أين كانت لأبيه ؟ قيل: كانت فيئاً على
رسول الله فتركها رسول الله
(ص)فيئاً على المسلمين حتى كان عثمان بن عفان فأعطاها
مروان بن الحكم، وأعطاها مروان بن عبد العزيز أبا
عمر، وأعطاها عبد العزيز عمر، فخرق سجلتها وقال: أنا أتركها حيث
تركها رسول الله . وبلغني أنها فدك.) ( المعرفة والتاريخ ج1 ص137 ليعقوب
الفسوي المتوفى277 هجرية).
لم يستغرق الزمن طولا حتى صار مروان المليونير هذا خليفة وملك على المسلمين في دولة بني أمية فللمال سطوته وقوته.
لم يستغرق الزمن طولا حتى صار مروان المليونير هذا خليفة وملك على المسلمين في دولة بني أمية فللمال سطوته وقوته.
لم
يستطع ابن تيمية إيجاد حل لمثالب عثمان في تقريبه لعشيرته فكتب
(وأما إعطاؤه خمس غنائم إفريقية وقد بلغت مائتي ألف دينار فمن الذي نقل ذلك ,وقد تقدم قوله إنه أعطاه ألف ألف دينار والمعروف أن خمس إفريقية لم يبلغ ذلك ونحن لا ننكر أن عثمان رضي الله عنه كان يحب بني أمية وكان يواليهم ويعطيهم أموالا كثيرة وما فعله من مسائل الاجتهاد التي تكلم فيها العلماء الذين ليس لهم غرض) ( منهاج السنة لابن تيمية ج6 ص 233), ابن تيمية يقر أن عثمان كان يحب قومه ويواليهم ويعطيهم أموالا ثم يقول أن ذلك من مسائل الاجتهاد وليس للناس في ذلك غرض ! ولاندري كيف نسمي الاجتهاد أجتهادا أذا خالف نص القرآن والسنة؟ فأموال بيت المال في الاسلام هي لجماهير الناس وليست لاقارب الخليفة وعشيرته , لكن ابن تيمية يغض الطرف عن ذلك .
(وأما إعطاؤه خمس غنائم إفريقية وقد بلغت مائتي ألف دينار فمن الذي نقل ذلك ,وقد تقدم قوله إنه أعطاه ألف ألف دينار والمعروف أن خمس إفريقية لم يبلغ ذلك ونحن لا ننكر أن عثمان رضي الله عنه كان يحب بني أمية وكان يواليهم ويعطيهم أموالا كثيرة وما فعله من مسائل الاجتهاد التي تكلم فيها العلماء الذين ليس لهم غرض) ( منهاج السنة لابن تيمية ج6 ص 233), ابن تيمية يقر أن عثمان كان يحب قومه ويواليهم ويعطيهم أموالا ثم يقول أن ذلك من مسائل الاجتهاد وليس للناس في ذلك غرض ! ولاندري كيف نسمي الاجتهاد أجتهادا أذا خالف نص القرآن والسنة؟ فأموال بيت المال في الاسلام هي لجماهير الناس وليست لاقارب الخليفة وعشيرته , لكن ابن تيمية يغض الطرف عن ذلك .
عثمان
يهب الاموال لمن يخاف سطوتهم
اغدق
عثمان بن عفان الاموال على من يخاف سطوتهم كذلك, ومنهم طلحة بن عبيد الله
الذي اعطاه مائتي الف دينار ,وكان على طلحة ديناً بمقدار خمسون ألفا فوهبها له أيضاَ (تاريخ الطبري ج5 ص 139 .) . وخلف طلحة بعد وفاته مائة بهارا في كل بهار ثلاث قناطر
ذهب، والبهار جلد ثور وهذه هي التي قال عثمان فيها يوم حاربه طلحة وحاصره في بيته : (ويلي على ابن الحضرمية (يعني طلحة)
أعطيته كذا وكذا بهار ذهبا وهو يروم دمي يحرض على نفسي) ( شرح ابن أبي الحديد ج2 ص
404) وسيأتي تفصيل ذلك في فصل (الامام
علي) وفصل (أعداء النبي). مائة كيس بحجم جلد الثور ملأى بالذهب , ياللبذخ
الفاحش! ذكر ابن الجوزي أن طلحة ترك مائة بعير تحمل ذهبا وهو مصداق لقول ابن ابي
الحديد.
ويذكر
العلامة الاميني :
(طلحة بن عبيد الله التيمي: إبتنى دارا بالكوفة
تعرف بالكناس بدار الطلحتين، وكانت غلته من
العراق كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك وله بناحية سراة أكثر
مما ذكر، وشيد دارا بالمدينة وبناها بالآجر والجص والساج. وعن محمد بن إبراهيم قال: كان طلحة يغل بالعراق ما بين أربعمائة
ألف إلى خمسمائة ألف، ويغل بالسراة عشرة آلاف
دينار أو أكثر أو أقل
وقال
سفيان بن عيينة: كان غلته كل يوم ألف وافيا. والوافي وزنه وزن الدينار، وعن
موسى بن طلحة: إنه ترك ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار، وكان
ماله قد اغتيل. وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: كان قيمة ما ترك طلحة من العقار
والأموال وما ترك من الناض ( الناض هو الدرهم ) ثلثين
ألف ألف درهم، ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار والباقي عروض. وعن سعدى أم يحيي بن طلحة: قتل طلحة
وفي يد خازنه ألفا ألف درهم ومائتا ألف درهم، وقومت أصوله وعقاره
ثلاثة ألف ألف درهم. وعن عمرو بن العاص: أن طلحة ترك مائة بهار في كل بهار ثلاث قناطر
ذهب وسمعت إن البهار جلد ثور. وفي لفظ ابن عبد ربه من حديث
الخشني: وجدوا في تركته ثلاثمائة بهار من ذهب وفضة. وقال ابن الجوزي: خلف طلحة ثلثمائة جمل
ذهبا. وأخرج البلاذري من طريق موسى بن طلحة قال: أعطى عثمان طلحة في خلافته
مائتي ألف دينار.
( باختصارعن الغدير للأميني , باب
عثمان ج1 ص188 ,ونقله عن طبقات ابن سعد ج3
ص 158, الأنساب للبلاذري ج5 ص7 ، مروج الذهب
للمسعودي ج1 ص 434، العقد الفريد ج2 ص 279
، الرياض النضرة للمحب الطبري ج2 ص 258 , دول الاسلام للذهبي, الخلاصة
للخزرجي ص 152.)
هذه الهبات هدية لطلحة أحد أعضاء مجلس الشورى
الصوري وهي لم تكن حباً بطلحة بل خوفاً
منه, فطلحة كان يعلم دور عثمان في تسميم الخليفة الاول ابوبكر ,وطلحة تيمي من
قبيلة أبي بكر فلن ينسى الاخذ بثأر قريبه وكان طلحة نفسه يطمح بالخلافة والامارة ,
ولذا رغماً عن كل تلك الرشاوي والاموال صار طلحة من المحرضين والمشاركين في قتل
عثمان كما سيأتي , وأورد المؤرخون دوره فذكروا (لم يكن أحد من أصحاب النبي (ص) أشد
على عثمان من طلحة.) ( البلاذري في أنسابه ج2 ص 289, وابن عبد ربه في العقد الفريد ج2
ص 95) .
أما الزبير بن العوام المعارض الوحيد في
مجلس الشورى الصوري الذي استحدثه عمر , فقد طمعه عثمان بمال المسلمين واكرمه بستمائة ألف دينار حتى بنى الزبير احدى عشر
دارا في المدينة ودارين بالبصرة، ودارا بالكوفة ، ودارا بمصر( عثمان للعلامة الاميني
ونقله عن صحيح البخاري , باب الجهاد ج5 ص
21) , وقال ابن سعد (كان للزبير بمصر خطط، وبالاسكندرية خطط، وبالكوفة خطط، وبالبصرة
دور، وكانت له غلات تقدم عليه من أعراض المدينة) ( طبقات الصحابة لابن سعد , ترجمة
الزبير) , وروى المسعودي فقال في الزبير ( بنى دارا بالبصرة وهي المعروفة في هذا
الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة تنزلها التجار وأرباب الاموال واصحاب
الجهاز من البحريين وغيره , وابتنى أيضا دورا بمصر والكوفة والاسكندرية وماذكرنا
من دوره وضياعه فمعلوم غير مجهول الى هذه الغاية , وبلغ مال الزبير بعد وفاته
خمسين ألف دينار , وخلف الزبير ألف فرس , وألف عبد وأمة وخططاً) ( مروج الذهب ج2 ص
342). يبدو لاول وهلة أن ألف عبد وأمة رقم كبير ,ولكن عندما نعلم أن للزبير دور
وقصور كثيرة كما ذكر المؤرخون يكون تصديق عدد عبيده ممكن , لأن تلك الدور والضيع
والخطط بحاجة الى خدم وعمال وزراع فأولئك هم عبيد الزبير الذين تجاوزا المئات .
أما زيد بن ثابت فقد وهبه عثمان أموالا
طائلة وأبقاءه في منصبه الرفيع الذي خلعه عليه الخليفة الثاني عمر فكان زيد بن
ثابت اليهودي الاصل قاضي قضاة الدولة. ولما توفي زيد خلف من الذهب والفضة ما يكسر
بالفؤوس، عدا ما ترك من الاموال والضياع ما قيمته مائة الف(مروج الذهب
للمسعودي ج2 ص 342.).- ستأتي سيرة زيد بن
ثابت في فصل (دوراليهود)-.
أما
عبد الرحمن الذي أدلى للخلافة لعثمان ونصبه خليفة فماذا جزاءه ؟ أقرأ هذه الارقام
ايها القارئ وهيأ حاسبتك لترى الغنى الفاحش للصحابي عبد الرحمن بن عوف الزهري
, قال العلامة الاميني في غديره : (ترك
عبد الرحمن ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف
على عشرين ناضحا. وقال: وكان فيما خلفه ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه،
وترك أربع نسوة فأصاب كل امرأة ثمانون ألفا. وعن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن
قال: صالحنا امرأة عبد الرحمن التي طلقها في مرضه من ربع الثمن بثلاثة وثمانين
ألفا. وقال اليعقوبي: ورثها عثمان فصولحت عن ربع الثمن على مائة ألف دينار. وقيل:
ثمانين ألف. وقال المسعودي: إبتنى داره ووسعها وكان على مربطه مائة فرس، وله ألف
بعير، وعشرة آلاف من الغنم، وبلغ بعد وفاته ثمن ماله أربعة وثمانين ألفا.)
(
الغدير للأميني ,كتاب عثمان , ومصادره: طبقات الصحابة لابن سعد ج3 ص96 , تاريخ اليعقوبي ج2ص 146، مروج الذهب للمسعودي ج 1ص434 ,صفة
الصفوة لابن الجوزي ج1ص138، الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 291)
لقد
وصل الامر بعثمان أن يمنع المسلمين أن يرعوا مواشيهم حول المدينة فقد جعل تلك
المراعي لمواشي بني أمية فقط ( شرح النهج لابن أبي الحديد ج1 ص67) , أما منطقة
الشرف في الربذة فقد جعلها لابله فقط ترعى فيها وكان يملك ألف بعير ( عن شرح ابن
أبي الحديد نقلا عن الواقدي ) , وهكذا
تناسى عثمان حديث الرسول الذي يقول الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار,
وضرب هذا الحديث عرض الحائط اكراما لقومه, ومنع الناس من الماء والكلأ في تلك
المراعي وجعلها لبني أمية فقط.
وأما عن نفسه فلم يكن عثمان من الزهاد كما صوره
لنا وعاظ المساجد وكتبة البلاط , بل كان
في الحقيقة يحب المال والبذخ , روى ابن سعد وغيره:
(قال
محمد بن ربيعة: رأيت على عثمان مطرف خز ( حرير) ثمن مائة دينار فقال: هذا
لنائلة كسوتها إياه، فأنا ألبسه أسرها به
(نائلة هي من زوجات عثمان). وقال أبو عامر سليم: رأيت على عثمان بردا ثمنه مائة
دينار)( كتاب عثمان للأميني من موسوعة الغدير, وعن طبقات ابن سعد ج3 ص 40 ، أنساب
البلاذري ج3 ص 4، الاستيعاب لابن عبد البر ترجمة عثمان.)
شيد عثمان دارا في يثرب فبناها بالحجر والكلس
وجعل أبوابها من الساج والعرعر، واقتنى اموالا، وجنانا وعيونا بالمدينة (مروج
الذهب للمسعودي ج 2 ص 334 )وكان ينضد
اسنانه بالذهب، ويتلبس باثواب الملوك، وانفق الكثير من بيت المال في عمارة ضياعه
ودوره (السيرة الحلبية لدحلان ج2 ص 87). وروى اليعقوبي في عثمان (أسنانه مشدودة
بالذهب، يصفر لحيته)(
تاريخ اليعقوبي ج1 ص175)
ولما قُتل عثمان وجد عند خازنه ثلاثون الف الف
درهم، وخمسون ومائة الف دينار، وترك الف بعير وصدقات ببراديس وخيبر ووادي القرى ما
قيمتها مائتا الف دينار ( حياة الامام الحسين لباقر القرشي ونقله عن طبقات ابن سعد
ج 3 ص 53) ومثل ذلك ذكر المسعودي في مروج الذهب ! وذكر العلامة الاميني في
غديره نقلا عن الذهبي في دول الاسلام ج 1
ص 12 أنه كان قد صار لعثمان أموال عظيمة وامتلك ألف مملوك.! فتأمل أيها القارئ ألف مملوك !
اخيرا يمكننا القول أن عثمان بن عفان مات وهو أغنى بكثير ممن نسمي احدهم في عصرنا
الحالي بالملياردير, بينما عاش غيره من صحابة النبي في فاقة وعوز مثل الصحابي عبد
الله بن مسعود وأبوذر الغفاري وكان هو سبب فقرهم هو منع العطاء عنهم من قبل عثمان نفسه ,وسيأتي ذكر ذلك.
http://marwan1433.blogspot.ca/2013/07/6_26.html
No comments:
Post a Comment