Tuesday, October 7, 2014

علم الخليفة عمر, تحريفات عمر , الخليفة عمر محرف دين محمد (ص)




علم الخليفة عمر وفقهه

ذكاء الخليفة وقابليته في الحفظ
 عن ابن عمر وهو عبد الله بن عمر، قال: (تعلّم عمر سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلمّا ختمها نحر جزوراً) ( الغدير للعلامة الاميني باب نوادر الاثر , وعن شرح النهج ج 12 ص 66، الدرّ المنثور للسيوطي ج1 ص 21، تفسير القرطبيّ ج1 ص 40وفيه في بضع عشرة سنة) . هل تحتاج سورة البقرة لهذا الوقت الطويل حتى يتم الرجل حفظها  ؟ أمر عجيب حقا, أن هذا يدل على عدم أهتمام الرجل بالحفظ وهو يعترف بذلك كما تقدم في  قوله: ( ألهاني الصفق بالاسواق...الخ).

الخليفة لايعلم حكم الجنابة!
 ( قيل إن رجلا أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء؟ فقال عمر: لا تصل. فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين! إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصل، وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت، فقال النبي(ص): إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك؟ فقال عمر: إتق الله يا عمار! قال: إن شئت لم أحدث به؟ وفي لفظ: قال عمار: يا أمير المؤمنين! إن شئت لما جعل الله علي من حقك أن لا أحدث به أحدا؟ ولم يذكر) (نوادر الاثر للأميني وعن سنن أبي داود ج 1 ص 53. سنن ابن ماجة ج 1 ص 200. مسند أحمد ج 4  ص 265. سنن النسائي ج 1 ص 59، 61. سنن البيهقي ج 1 ص  209) 
 إن الرجل أتى الخليفة  سائلا عن الجنابة فيجيبه عمر الخليفة بعدم جدوى الصلاة, بينما يصحح عمار بن ياسر ذلك  ويذكره بقصة حدثت له مع النبي .من الغريب أن تفوت خليفة المسلمين هذه المسألة البسيطة التي هي من اوليات الدين وقد بينت نصوص الكتاب الكريم هذه المسألة,  فكيف فات على خليفة المسلمين جوابها؟
 (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغايط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا) (المائدة 43). ليس بعيدا أن الخليفة عمر لم يسمع بهذه الاية  فهو أتم حفظ سورة البقرة في اثنتي عشر سنة كما مر, وهذه الآية من سورة المائدة!.

الخليفة يقضي برأيه ولايعلم
أخرج الحافظان ابن أبي حاتم والبيهقي عن الدئلي: أن عمر بن الخطاب رفعت إليه امرأة ولدت لستة فهم برجمها، فبلغ ذلك عليا فقال: ليس عليها رجم. فبلغ ذلك عمر فأرسل إليه فسأله فقال: قال الله تعالى: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين. وقال: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا فستة أشهر حمله وحولين فذلك ثلاثون شهرا. فخلى عنها وفي لفظ النيسابوري والحافظ الكنجي: فصدقه عمر وقال: لولا علي لهلك عمر وفي لفظ سبط ابن الجوزي: فخلى وقال: أللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب. ( الرواية عن كتاب نوادر الاثر في غديرالعلامة الاميني) وروى كذلك: (مر علي بن أبي طالب  بمجنونة بني فلان قد زنت وهي ترجم فقال علي لعمر يا أمير المؤمنين! أمرت برجم فلانة؟ قال: نعم قال: أما تذكر قول رسول الله, رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق؟ قال: نعم: فأمر بها فخلى عنها)
(نوادر الاثر للأميني ونقله عن الرياض النضرة للمحب الطبري ج2 ص196, سنن ابن ماجة ج2 ص 227, المستدرك للحاكم ج2 ص 59, السنن الكبرى للبيهقي ج8 ص264 , جامع الاصول لابن الاثير ج2 ص 5).  كيف تفوت هذه القضية على خليفة المسلمين وكيف لايسأل عنها اذا لم يكن متأكدا, انه يحكم اعتباطيا في مسألة فيها حياة وموت ,وكان من حظ المجنونة المسكينة أن يمر علي بن أبي طالب لينقذها من جهل القاضي , فلاندري كيف كان حال المسلمين تحت هكذا حاكم؟

الخليفة يدلي بدلوه في مسائل لايعلم عنها شيئا
عن أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك فقبله، فقال علي بن أبي طالب : بل يا أمير المؤمنين! يضر وينفع ولو علمت ذلك من تأويل كتاب الله لعلمك أنه كما أقول , قال الله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم)  فلما أقروا أنه الرب عز وجل وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق وألقمه في هذا الحجر وأنه يبعث يوم القيامة وله عينان ولسان وشفتان يشهد لمن وافى بالموافاة فهو أمين الله في هذا الكتاب، فقال له عمر: لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا أبا الحسن ,وفي لفظ: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن) ( نوادر الاثر في علم عمر للعلامة الاميني ,وعن المستدرك للحاكم  ج1 ص 457،  سيرة عمر لابن الجوزي ص 106، إرشاد الساري للقسطلاني ج 3 ص 195،  عمدة القاري للعيني ج4 ص 606 شرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 122، الفتوحات الإسلامية لاحمد زيني دحلان ج 2 ص 486) . الا يدل هذا على رغبة عمر في الزيادة والنقصان والتغيير في شرع الله , فلولا وجود علي بن أبي طالب في تلك الساعة لأصبح عدم تقبيل الحجر الاسود من السنن الى يومنا هذا حسب رأي الخليفة عمر وهذا ما حصل في قضايا كثيرة سيأتي ذكرها.

الصلاة عمود الدين ولكن الخليفة الثاني يجهل الصلاة احيانا لانشغاله بتجارته!
(عن عبد الرحمن بن حنظلة بن الراهب: إن عمر بن الخطاب صلى المغرب فلم يقرأ في الركعة الأولى فلما كانت الثانية قرأ بفاتحة الكتاب مرتين فلما فرغ وسلم سجد سجدتي السهو)( عن نوادرالاثر في الغدير, وعن ان حجر في فتح الباري ج 3 ص 69 وقال: رجاله ثقات وكأنه مذهب لعمر)
وأخرج البيهقي فقال : (صلى بنا عمر بن الخطاب فلم يقرأ في الركعة الأولى شيئا فلما قام في الركعة الثانية قرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثم عاد فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة: ثم مضى فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين بعد ما سلم. وفي لفظ: سجد سجدتين ثم سلم.) (نوادرالاثر في الغدير للاميني ونقله عن السنن الكبرى  ج2  ص 382 للبيهقي)
عن إبراهيم النخعي: (إن عمر بن الخطاب صلى بالناس صلاة المغرب فلم يقرأ شيئا حتى سلم فلما فرغ قيل له: إنك لم تقرأ شيئا. فقال: إني جهزت عيرا إلى الشام فجعلت أنزلها منقلة منقلة حتى قدمت الشام فبعتها وأقتابها وأحلاسها وأحمالها فأعاد عمر وأعادوا ,وعن الشعبي أن أبا موسى الأشعري قال لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين! أقرأت في نفسك؟ قال: لا، فأمر المؤذنين فأذنوا وأقاموا وأعاد الصلاة بهم.)( السنن الكبرى للبيهقي ج 2 ص 382، كنز العمال ج 4 ص 213 ) المتأمل في الروايات اعلاه بخصوص الصلاة يرى خليفة  ساه  مشغول الفكر في تجارته, وهو مصداق لقوله في كتاب صحيح مسلم حيث يقول: ( الهاني الصفق بالاسواق عن أمر رسول الله ),  فكيف سيكون عوام الناس اذا كان الخليفة بتلك الحال؟



ادلة عمر لمعرفة سن البلوغ
في الرواية الاتية, يتوصل الخليفة عمر الى اكتشاف عجيب في معرفته لسن البلوغ عند فتى :
عن ابن أبي مليكة: (إن عمر كتب في غلام من أهل العراق سرق فكتب: أن أشبروه فإن وجدتموه ستة أشبار فاقطعوه. فشبر فوجد ستة أشبار تنقص أنملة فترك)!
وعن سليمان بن يسار: (إن عمر أتي بغلام سرق فأمر به فشبر فوجد ستة أشبار إلا أنملة فتركه) ( أخرجه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق، ومسدد، وابن المنذر في الأوسط كما في كنز العمال  ج 3 ص 116 ) وهكذا صار تقدير السن بالاشبار وقياس طول القامة, وهي عجيبة من العجائب اقرب الى قصص الف ليلة وليلة من قصص الخلفاء, ولاندري الا يعرف الخليفة أن سن البلوغ يتم معرفته بالاحتلام كما بينه  النبي محمد (ص) حيث يذكر في حديث طويل أن الاحتلام هو علامة البلوغ عند الرجل وان القلم مرفوع  عن ثلاث النائم حتى يفيق والمجنون حتى يشفى والطفل حتى يبلغ وعلامة بلوغه الاحتلام , ويعني هذا ان الحساب مرفوع عن هؤلاء الثلاثة, ولكن  هذا الحديث النبوي غاب عن  الخليفة كما غاب عشرات غيره .

تغيير أحكام الطلاق في عهد عمر
 تبين الاية القرانية رقم 229 من سورة البقرة حكم الطلاق ( الطلاق مرتان أمساك معروف أو تسريح بأحسان) والاية التي بعدها تكمل( فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) وهكذا يكون الطلاق ثلاث مرات لارجعة فيها , ففي البداية تتم تطليقة ثم قد يتراضى الزوجان ويعودان وقد يحصل الطلاق مرة ثانية بعد ذلك فهذه تطليقتان وبعدها لايحل للمرأة ان تعود لزوجها حتى تتزوج غيره فاذا تزوجت غيره وطلقها الزوج الثاني عندها يمكنها العودة الى  زوجها الاول الذي كان قد طلقها مرتين ولكن قد يحصل أن لايتم التوفيق في الحياة الزوجية مرة ثالثة ويرغبان في الطلاق فيكون هذا الطلاق هو الثالث والنهائي , وبهذا فالطلاق ثلاث مرات.
أما في عهد عمر فقد اختلق عمر التطليقة الثلاثية في مجلس واحد وذلك بأن يختزل الرجل حكم الطلاق بأن يقول لزوجته وفي مجلس واحد : أنت طالقة بالثلاثة! وعند ذلك تحرم عليه ولايمكن اتباع الخطوات المبينة في الاسطر الاولى من الموضوع, لان الرجل استنفد فرصه في الطلاق واختزلها في مجلس واحد ,وبذلك اختصر الزمن ودمج مراحل الطلاق الثلاث في كلمة واحدة ومجلس واحد, وهو فعل مخالف للايات القرانية وللسنة النبوية !  لنقرأ الروايات:
عن ابن عباس قال: (كان الطلاق على عهد رسول الله  وأبي بكر وسنتين - وسنين - من خلافة عمر  طلاق الثلاث واحدة فقال عمر : إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم)( عن كتاب نوادر الاثر للعلامة الاميني وعن مسند أحمد ج 1  ص 314، صحيح مسلم ج 1 ص 574، سنن البيهقي ج 7 ص 336، مستدرك الحاكم ج 2 ص 196، تفسير القرطبي ج 3 ص 130 وصححه، إرشاد الساري ج 8 ص 127، الدر المنثور ج 1  ص 279)
(عن طاوس قال: إن أبا الصهباء قال لابن عباس: أتعلم أنما كانت الثلاث تجعل واحدة على عهد رسول الله  وأبي بكر عنه وثلاث في إمارة عمر ؟ قال ابن عباس: نعم)( نوادر الاثر للأميني وعن صحيح مسلم ج 1 ص 574) . عن طاوس قال: قال عمر بن الخطاب: قد كان لكم في الطلاق أناة فاستعجلتم أناتكم، وقد أجزنا عليهم ما استعجلتم من ذلك( كنز العمال ج5 ص 162)
 هذا التلاعب في حكم الله  اتى به عمر وفقا لرغبة الناس حسبما يقول : (كان لكم في الطلاق اناة فاستعجلتم أناتكم وقد اجزنا عليهم ما استعجلتم) وكأن الحكم يأتي من الواقع وليس من  النص الالهي , هذا التلاعب قلب  مسيرة المجتمع وعطل حكما الهيا , ولن يسعف الفقهاء وكتبة التاريخ كل قواعد الفقه واصول اللغة في الدفاع عن هذا التهاون باحكام الله. إن جعل التطليقات الثلاث في مجلس واحد أشبه بقولنا : يمكننا الاستغناء عن التكبيرات المتعددة في الصلاة بتكبيرة واحدة ؟  أو كقولنا يمكن الاستغناء عن رمي الجمار بالحج سبع مرات وذلك برجمنا الاحجار السبعة في رمية واحدة ! إن مراحل الطلاق الثلاث يجب أن تمر بين الزوجين ويعيشاها بزمنها المقرر كما بينها  القران في احكامه ,  ولايغني  قولنا وفي مجلس واحد ثلاث مرات عن مراحل الطلاق في الواقع. ولكن عمر استحدث هذا الانحراف ليؤثر هذا الحكم في صميم الحياة الاجتماعة للمسلمين  حيث اتبعه الفقهاء وخالفوا النص القراني المنزل وخالفوا سنة رسوله, وخلق هذا التشريع  ملابسات كثيرة في قانون الاحوال الشخصية يعاني منها المجتمع الاسلامي الى يومنا هذا.

عمر يلغي تشريع الزواج الموقت في نهاية عهده
قام عمر  في آخريات أيام حكمه بأرتجال سن قانون جديد لم يعرفه المسلمون في عهد النبي ولا في عهد أبي بكر ولا حتى في عهد عمر حتى تلك السنة التي سن فيها القانون.
القانون هو الغاء حكم الزواج الموقت أو زواج المتعة . وفي ذلك يقول عمر متحدياً القران الكريم وأحاديث النبي فيلغي تشريع الزواج الموقت كما يلي :
قال جابر بن عبد الله الانصاري : (تمتعنا مع رسول الله ومع أبي بكر ، فلما ولي عمر خطب الناس فقال: إن رسول الله  هذا الرسول، وإن هذا القرآن هذا القرآن، وإنهما كانتا متعتان على عهد رسول الله  وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما، إحداهما متعة النساء، ولا أقدر على رجل تزوَّج امرأة إلى أجل إلا غيَّبته بالحجارة، والأخرى متعة الحج، افصلوا حجكم من عمرتكم، فإنه أتم لحجِّكم وأتم لعمرتكم)( السنن الكبرى للبيهقي ج7 ص 206. وذكر مثل ذلك كل من  مسلم في صحيحه و احمد بن حنبل في مسنده.).  هذا هو النص الوحيد الذي اعتمد عليه الجمهور في تحريم الزواج الموقت, فليس هناك آية في القرآن حرمت ذلك ,ولم يحرمه النبي(ص) ولم يحرمه الخليفة الاول حتى جاء عمر فحرمه ,  ومشى الجمهور وفق تحريم عمر !

الخليفة عمر يمنع الناس السؤال ويمنع التفقه في الدين!
 كان  الخليفة الثاني قاسيا على من يسأله في مسائل الشرع , وقد  يعود سبب ذلك الى جهله بأحكام الدين, فأراد بذلك سن سنة جديدة  لجعل الناس جهلة بأصول دينهم, لانه من ناحية أخرى كان يشجع على معرفة لغة العرب والاشعار ! فقد كتب عمر  إلى أبي موسى الأشعري - عامله على البصرة - :(  أن مر من قبلك بتعلم العربية ، فإنها تدل على صواب الكلام ، ومرهم برواية الشعر ، فإنه يدل على معالي الأخلاق ) (كنز العمال ج 10 ص 300 ) أما فما يتعلق بالقران والحديث فكان ذلك حرما لايستجرأ الناس على الخوض فيه . لنقرأ الروايات :
عن نافع مولى عبد الله: (إن صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فلما أتاه رسول عمرو بالكتاب فقرأه فقال: أين الرجل؟ فقال: في الرحل. قال عمر: أبصر أن يكون ذهب فتصيبك مني العقوبة الموجعة. فأتاه به فقال عمر: تسأل محدثة؟ فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة , ثم تركه حتى برأ، ثم عاد له ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود له قال: صبيغ: إن كنت تريد قتلي؟ فاقتلني قتلا جميلا، وإن كنت تريد أن تداويني؟ فقد والله برئت. فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري: أن لا يجالسه أحد من المسلمين.)( سنن الدارمي, و تاريخ ابن عساكر)
وعن الزهري: (إن عمر جلد صبيغا لكثرة مساءلته عن حروف القرآن حتى اضطربت الدماء في ظهره) (نوادر الاثر للاميني وعن  سنن الدارمي ج 1 ص 54، تاريخ ابن عساكر ج 6 ص 384، سيرة عمر لابن الجوزي ص 109، تفسير ابن كثير ج 4  ص 232، الاتقان للسيوطي ج 2 ص 5).
عن عبد الرحمن بن يزيد: (إن رجلا سأل عمر عن فاكهة وأبا فلما رآهم يقولون أقبل عليهم بالدرة )( فتح الباري ج 13 ص 230، الدر المنثور ج 6 ص 317)
 عن أبي العديس قال: (كنا عند عمر بن الخطاب فأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! ما الجوار الكنس؟ فطعن عمر بمخصرة معه في عمامة الرجل فألقاها عن رأسه فقال عمر: أحروري؟ والذي نفس عمر بن الخطاب بيده لو وجدتك محلوقا لأنحيت القمل عن رأسك.) (نوادرالاثر للأميني , وعن كنز العمال ج 1 ص 229 ، الدر المنثور ج 6 ص 321 )
  أن الخليفة نفسه لم يجد جوابا لتلك الاسئلة البسيطة فانبرى بعصاه يؤدب الناس ليغطي على جهله, اليس الاولى به أن يكون عارفا وهو خليفة المسلمين أو على الاقل يسأل من هو أعلم منه ليجد جواب تلك الاسئلة .
حث النبي (ص) المسلمين على المعرفة والسؤال وأكد في أكثر من حادثة أن التفقه في الدين هو غاية  المسلم ,ولذلك تجد الامام علي  يحث الناس على السؤال  بقولته الشهيرة( اسألوني قبل أن تفقدوني), فالمعرفة  تقرب الانسان الى خالقه. لكن عمربن الخطاب ابتدع مسلكا جديدا وهو الحث على الجهل وعدم السؤال, وهو انحراف ادى الى انحطاط الامة التي كانت خير أمة اخرجت للناس فصارت العبادات شكلية وصار المسلم يقرأ القران ولايفقه كلماته  مثله مثل الحمار يحمل اسفارا. وما أكثر من يحفظ القران عن ظهر قلب ولكن تستعصي عليه معاني كلماته وتفسير أياته, وكم  من فقيه تستعصي عليه مسألة في فقه ليجيب سائلا بسؤال ويختم حديثه بكلمة (الله اعلم). فمن أين اتى أصل هذا السلوك وكيف تأصل في ثقافة الامة حتى غدت معاني القران من المجاهيل, وصارت مسائل الفقه من المعضلات, وكأن الله انزل دينا غامضا , وكيف للناس أن يتبعوا مذهبا لايفقهوا سوى بعضا منه. ثم تأمل الظلم لرجل وجلده له حتى أدماه ,ولم يكن ذنب الرجل سوى سعيه للمعرفة والتفقه في الدين , ترى بماذا يرد المقدسون للخليفة الثاني؟ أرجح أنهم سيتبعون مذهب عمر في البطش والضرب ونرى مثل ذلك في عهدنا المعاصر.



عمر يغير اذان الصلاة ويخالف اذان النبي
لم يكن اذان الفجر للصلاة زمن النبي محمد (ص) يتضمن عبارة ( الصلاة خير من النوم ) ، وإنما كانت من إضافات الخليفة عمر كما يروي الإمام مالك في موطئه : (  إذ بلغه أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه بصلاة الصبح ، فوجده نائما .فقال : الصلاة خير من النوم . فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح ) (الموطأ لمالك بن أنس ص 58 حديث رقم 151 )  وكان الأذان زمن رسول الله  يتضمن عبارة ( حي على خير العمل ) والتي كانت تأتي بعد قول ( حي على الفلاح ) ، لكن الخليفة عمر أسقط هذا الجزء من الأذان حتى يفهم عامة الناس أن خير العمل هو الجهاد في سبيل الله ليندفعوا إليه , كما علل هو ذلك (سنن البيهقي  ج 1 ص 524 - 25 ، السيرة الحلبية ج 2 ص 105 ) 
وعن عكرمة قال : ( قلت لابن عباس : أخبرني لأي شئ حذف من الأذان ( حي على خير العمل ) قال : أراد عمر ألا يتكل الناس على الصلاة ويدعوا الجهاد ،فلذلك حذفها من الأذان ) (  عن النص والاجتهاد للعلامة شرف الدين ص 239  ) . ترى لو قال أحدنا بانه من المفيد اضافة عبارة ( النهوض مبكرا يقوي الذاكرة) الى اذان الصبح, لان العبارة ستشجع الناس على النهوض والصلاة وتحفزهم, ماذا سيكون قول الفقهاء والعلماء المعاصرين؟ بالتأكيد سيتهمون القائل بالجنون والكفر وقد يبيحون دمه, فلماذا يقبلون  بفعل عمر واضافته لعبارة ( الصلاة خير من النوم)؟ أليس مافعله عمر هو عين التحريف والتغيير والخروج عن دين محمد (ص), فلماذا ينال عمر التزكية بفعله هذا وينال غيره لقب مبتدع أو صاحب بدعة أو محرف لدين الله؟

عمر يعطل اية ويلغي حكم المؤلفة قلوبهم
من المعلوم أن القرآن شرع صرف سهم من مصاريف الزكاة للمؤلفة قلوبهم ، وهم  الذين يدخلون دين الاسلام وفي قلوبهم تردد في الالتزام والتقيد بأوامر دين جديد ، فيؤلف الله تعالى قلوبهم بهذا العطاء كما في قوله تعالى: ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب .) ( التوبة 60) .
عطل الخليفة عمر حكم هذه الاية  ولما جاءه بعض المؤلفة قلوبهم يسألونه حصتهم ، قال لهم : ( لا حاجة لنا بكم فقد أعز الله الإسلام وأغنى عنكم ، فإن أسلمتم وإلا السيف بيننا وبينكم )( النص عن ازمة الخلافة والامامة لاسعد وحيد قاسم  ونقله عن الجوهرة النيرة على فقه القدوري في الفقه الحنفي, ج1 ص 164). ألم يفكر عمر في الذين سيدخلون الدين الجديد في الاجيال المقبلة ؟ وأنهم  سيحرمون من سهم الزكاة هذا الذي اهداه الله لهم ,  ألا يذكر عمر أن النبي لم يقطع سهم الزكاة هذا وعمل به ولو أراد تعطيل هذا السهم لعطله  وتحدث به ولنسخ حكم الاية وهو النبي صاحب الشريعة! لكن عمر يمضي في مساره في التغيير والتبديل. لقد كان لتعطيل حكم المؤلفة قلوبهم بعداً استطاع فيه عمر رفع الطلقاء عن عقدة ( المؤلفة قلوبهم) ,فمعاوية وأبوه أبو سفيان كانا من الطلقاء وكانا يأخذان نصيبا من سهم المؤلفة قلوبهم وعند إلغاء عمر لهذا التشريع صار معاوية وابوسفيان وغيرهم من الطلقاء سواسية مع المسلمين الاوائل . نعم كان لالغاء حكم الاية شأوا بعيدا هو غير ما توهمه المدافعون عن عمر , أولئك الذين أضافوا تحريف عمر هذا الى حسناته ,واعتبروا فعله ذلك من عبقرياته واجتهاداته, الحقيقة أن عمرا أراد أن يرفع عن الطلقاء كمعاوية وأبيه وصمة سهم المؤلفة قلوبهم  ليرفعهم بذلك الى مستوى غيرهم من المسلمين الاوائل فيتأهلوا لمناصب الرياسة-( الطلقاء هم عرب قريش الذين دخلوا الاسلام بعد فتح مكة) , ففعل عمر هذا كان  من التمهيدات لأقامة دولة بني أمية , وهو ماتحقق بعد اغتياله فالخليفة من بعده  أموي وهو عثمان بن عفان , وسيتبين كيف هيأ عمر الخلافة لعثمان ,  وهيأ عمر معاوية لذلك ولو كان معاوية من المؤلفة قلوبهم لاعترض المسلمون على توليه الخلافة .  في عهد النبي وبعد فتح مكة  كان لأبي سفيان منصب المسؤول على  صدقات نجران ولكن ذلك لم يمنع النبي أن يعطيه سهم المؤلفة قلوبهم حتى يعرف المسلمون أن أبا سفيان هذا وابنه من الطلقاء ولن ينالوا شرف الأمارة والخلافة فهم طلقاء النبي حتى مماتهم .لكن عمر اسقط حكم الله وعطل آيات الكتاب وأزال تلك المثلبة من أعناق القوم فتأهلوا لنيل الملك والسلطان.

عمر يتجاوز الحد الشرعي ويقتل ابنه تعصبا!
عبد الرحمن بن الخليفة عمر كان مقيما في مصر , شرب عبد الرحمن هذا خمرا, فقام حاكم مصر انذاك عمرو بن العاص  بحلق رأسه وجلده الحد الشرعي بحضور أخيه عبد الله بن عمر , وعندما سمع عمر بخبر ولده , أمر بإحضاره مقيدا  بإحكام إلى المدينة ,ثم أقام عليه الحد مرة ثانية رغما عن مرضه  وهو يصيح متوسلا:  قتلتني يا أبتاه . ثم مات الابن بعد شهر في  الحبس!(  بتصرف عن ازمة الخلافة والامامة لاسعد وحيد قاسم ونقله عن السنن الكبرى البيهقي ج 8 ص 312 , العقد الفريد  ج4 ص 479 , ) ترى من خول لعمر مضاعفة العقوبة لجرم واحد ؟ وعلى ماذا استند عمر في حكمه الظالم ذلك؟ اليس هذا تلاعبا  بأحكام الله .

عمر يبتدع صلاة الجماعة في نافلة العشاء ( صلاة التراويح)
كانت نافلة الصلاة بعد صلاة العشاء يصليها المسلمون فرادى في عهد  النبي, وكذلك في عهد ابوبكر وشطرا من عهد عمر ,حتى ابتدع عمر صلاة التراويح وجعلها جماعة خلف امام , فغير ماكان على عهد النبي (ص), وجعل ذلك  قانونا مشى عليه المسلمون حتى يومنا هذا؟
قال ابن شهاب يصف كيفية صلاة النوافل في شهر رمضان : (توفي  النبي (ص) والناس على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرا  من خلافة عمر) ( صحيح مسلم بشرح النووي الجزء الثاني صفحة 410 ) ,ثم يستأنف ابن شهاب فيقول أنه خرج مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون . فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب . ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعم البدعة هذه )( البخاري, باب صلاة التراويح ج3 ص 126 ).
وأرخ اليعقوبي : (وفي هذه السنة سن عمر بن الخطاب قيام شهر رمضان، وكتب بذلك إلى البلدان، وأمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يصليا بالناس، فقيل له في ذلك: إن رسول الله لم يفعله، وإن أبا بكر لم يفعله، فقال: إن تكن بدعة فما أحسنها من بدعة.) (تاريخ اليعقوبي ج1 ص 160)
 الخليفة يعترف بلسانه أنه ابتدع في هذا الدين ولهذا يقول نعم البدعة هذه, فتأمل الجسارة على سنن النبي(ص) . فهل هو اعلم من النبي نفسه صاحب الشريعة حتى يقول ان جمعهم على قارئ واحد امثل , فهل فات ذلك على النبي الذي لاينطق عن الهوى حتى يأتي عمر ليفعله . هذه البدع وغيرها  تفسر سبب سعي عمر في منع انتشار حديث  النبي ومنع الناس من كتابته , فبغياب الحديث النبوي استطاع الخلفاء ومنهم عمر في ملأ الفراغ الفقهي  بأرائهم و بدعهم,  وفي السطور القادمة يظهر موقف عمر جليا من السنة النبوية .


عمر والسنة النبوية على خطى ابوبكر
عن عروة: (أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا)( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 138 , طبقات بن سعد ج3 ص 206 ), وقد تبين دور الخليفة الاول في الغاء السنة النبوية في فصل (ابوبكر) ,وهوعين ما فعله عمر في عهده أيضاً.  أمر عمر بعض المسلمين الذين يتحدثون بأحاديث النبي (ص)  بالاقامة الجبرية في المدينة حتى يكونوا تحت مراقبته, يروي الذهبي عن الطبراني:
(إن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري، فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله ، حبسهم بالمدينة حتى استشهد)( تذكرةالحفاظ للذهبي 1 ص 7 ) وورد إن عمر بن الخطّاب قال لابن مسعود ولاَبي الدرداء ولاَبي ذرّ: (ما هذا الحديث عن رسول الله؟! أحسبه حبسهم بالمدينة حتّى أُصيب) (  منع تدوين الحديث لعلي الشهرستاني  ونقله عن المستدرك على الصحيحين ج1 ص  110بتلخيص الذهبيّ ). أن الحبس في المدينة انذاك هو حكم بالاقامة الجبرية وهو حكم على خيرة الصحابة ليس لذنب الا لانهم يحدثون الناس باحاديث  النبي (ص) ,وهكذا اصبحت احاديث محمد رسول الانسانية من المحرمات التي منع عمر نشرها ,ومن العجيب أنه يسمح لغيرهم بالحديث مثل كعب الاحبار الذي كان عمر  يقرب مجلسه، ويعرفه بعنوان العالم (الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص 358) , ليس ذلك فقط بل فتح لكعب الاحبار مجلسا في مسجد  النبي واخذ كعب  يقص القصص على المسلمين ويعلمهم شؤون دينهم, و كعب هذا أسلم في عهد عمر بن الخطاب أي بعد وفاة  النبي بسنين ولكنه يروي أحاديث ويعلم المسلمين اصول دينهم تحت رعاية عمر بن الخطاب . وستأتي ترجمة كعب الاحبار في فصل (دور اليهود) .
إن تقريب عمر لكعب الاحبار وابعاد الصحابة أمثال عبدالله بن مسعود وأبا ذر الغفاري وسلمان  وغيرهم  دليل على رغبة عمر في سن سنن جديدة لاتمت لدين محمد بصلة, و تحقق ذلك حتى صارت أعماله وابتداعاته جزءأ من تراث هذا الدين رغما لمخالفتها القران ومخالفتها للاحاديث النبوية, ولاعجب في ذلك فالناس على دين ملوكها كما قد قيل ونظام الحكم قادر على تغيير مسار الشعوب إلى حد ما . روى  عبد الرحمن بن عوف فقال: (ما مات عمربن الخطّاب حتّى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق: عبدالله، وحذيفة، وأبو الدرداء، وأبو ذرّ، وعقبة بن عامر، فقال: ما هذه الاَحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق؟  قالوا: تنهانا؟ قال: لا، أقيموا عندي، لا والله لا تفارقوني ما عِشت؛ فنحن أعلم، نأخذ منكم ونردّ عليكم. فما فارقوه حتّى مات) ( النص عن نظريات الخليفتين للعلامة  الطائي ونقله عن مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج17 ص 101  ). إنّ جملة: (أكثرتم عن رسول الله) و (أفشيتم عن رسول الله في الآفاق) تؤكّد أن نقل الاَحاديث عن  النبي  فيه توعية للمسلمين وتنوير لعقولهم ,وعندها يستطيع المسلمون تخطئة الخليفة اذا ما قارنوا أعماله وابتداعاته باحاديث  النبي, لذلك أختار عمر التعتيم على الاحاديث النبوية وحكم على خيرة الصحابة بالاقامة الجبرية وبذلك تسنى له فعل ما يشاء.
تأمل هذا الحوار بين عمر وبين الصحابي أبي بن كعب:
(قال أُبيّ: يا عمر! أتتّهمني على حديث رسول الله؟! فقال عمر: يا أبا المنذر، لا والله ما أتّهمك عليه، ولكنّي كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله ظاهراً) (منع تدوين الحديث لعلي الشهرستاني , وعن ابن سعد في الطبقات ج 4 ص 22) . عمر يعترف بصريح العبارة بقوله ( كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله ظاهراً) فهو يبتغي دفن تلك الاحاديث وطمسها واخفائها عن الناس. إن الفراغ الذي نشأ في علم الحديث في عهد الخليفة الاول وفي عهد عمر ملأه عمر بقصص كعب الاحبار اليهودي وتميم الداري وغيرهم فحلت الخزعبلات الاسرائيلية محل أحاديث النبي (ص) في عهد عمر, وسيتبين ذلك  في فصل (دور اليهود في المؤامرة) . وحدث مالك بن أنس فقال : (أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب هذه الأحاديث ، أو كتبها ، ثم قال : لا كتاب مع كتاب الله !)( النص عن منع تدوين الحديث للشهرستاني , وعن جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج1 ص 312)
وتماما كحال ابي بكر في حرق الاحاديث النبوية وأتلافها يقوم عمر بنفس العمل حيث روي : (حتى كثرت عندهم الكتب ، فبلغ خبرها عمر ، فقام فيهم خطيبا ، فقال : إنه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب ، فأحبها إلى الله أعدلها وأقومها ، فلا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به ، فأرى فيه رأيي . فظنوا أنه يريد أن ينظر فيها ويقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف ، فأتوه بها ، فأحرقها بالنار) ( النص عن منع تدوين الحديث للشرستاني , الطبقات الكبرى لابن سعد ج5 ص188 ، تقييد العلم للخطيب البغدادي ,).  لقد تحدث النبي الكريم للناس كي يوصل رسالته اليهم و ليعلم  الامة المعروف من المنكر ,لكن عمر حرق تلك الاحاديث وطمسها ومنع الناس من التحدث بها! إن قول عمر : ( كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله ظاهرا ) ( طبقات ابن سعد ج4 ص22)  ألحقه بفعله فحرق أحاديث النبي (ص), ومقولته ( لاكتاب مع كتاب الله)  كانت ذريعته لحرق غير ذلك  ومنها ما كتبه الصحابة عن النبي الكريم (ص). فليتق الله المضللون الذين يلوون عنق الروايات ويدافعون عن باطل. إن منع عمر التفقه في الدين ومنع الناس من السؤال يتكامل مع فعله هذا بحرق أحاديث النبي وهو القائل لاكتاب مع كتاب الله. تبدو غاية عمر هي إنشاء جيل لايعلم من الدين شيئا ويخشى السؤال والتفقه, وبعبارة أخرى جماهير غبية جاهلة يقدر الحاكم الجاهل أن يسيرها كيفما يشاء. إن نظرة عامة على المجتمع المسلم المعاصر الذي يقدس عمرا وأعماله يبين أصل ذلك ,فما أكثر حفظة القرآن والمتغنين به والدارسين للسكنات والوقفات والضمات  والفتحات ولكن لاتجد من هيأ وقتا من حياته لقراءة كاملة لتفسير واحد أو صرف من وقته في مطالعة لكتب تاريخه , جماهير لاتعرف من دينها سوى مايملي الخطباء والوعاظ الذين هم على نهج عمر. 

لمزيد من قراءة راجع 
http://marwan1433.blogspot.ca/2013/07/5.html

No comments:

Post a Comment