Monday, October 6, 2014

ابوبكر يمنع كتابة الحديث النبوي




منع كتابة الحديث النبوي
كان منع تدوين الحديث النبوي والتأكيد على القران فقط إنحراف من  انحرافات خطيرة  نشأت في عهد الخليفة الاول  لتتفاقم وتنتشر بعده,وهو تأكيد لمقالة عمر التي تقدم ذكرها يوم وفاة النبي (ص) عندما قال النبي : أتوني بكتاب ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا به من بعدي أبدا ,فقال عمر: دعوا الرجل فهو يهجر حسبنا كتاب الله!  ويعني عمر بذلك أن القران يغني المسلمين عن حديث النبي  وقالها عمر بجسارة أمام النبي (ص) وفي ساعة موته!  يتحجج المدافعون عن ابي بكر وعمر وعثمان بأن هؤلاء الخلفاء  كانوا على حق عندما منعوا كتابة السنة النبوية ,لان كتابتها كانت ستوقع الالتباس  بين القران وبين الحديث النبوي بين المسلمين !  هذه الحجة في منع تدوين الحديث النبوي ومحاولة طمسه والتأكيد على القران فقط حتى لايختلط الحديث بالقران على الناس هي عذر اقبح من ذنب , تردها الاية الكريمة :( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) (الحجر9), حيث أجمع المفسرون أن الباري عزوجل حفظ القران بهذه الاية الاعجازية ,ولن تمس القران يد المحرفيين والمنتحلين , والقران تحدى الناس في الآية: ( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين, فأن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) (البقرة23) .  فلماذا إذن منعوا كتابة الحديث بحجة اختلاطه مع القران؟ إن كتب الحديث والفقه روت أحاديثاُ  مسندةً وصحيحةَ تحث على كتابة الحديث وتدوينه , منها مايلي :
قال النبي (ص) : (نَضَّر الله امرءا سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)(سنن ابن ماجة ج1ص 230 - 236 ، سنن الترمذي ج5 رقم الحديث 2658). وقد بين النبي أنه لم يخرج من فيه (فمه) إلا الحق , وأمر المسلمين بكتابة كل شئ يقوله, ذكر قول النبي الاخير كل من ( الدارمي في سننه ج2 صفحة 125, مسند أحمد ج2 صفحة 162) .
وقالت قريش لعبد الله بن عمرو بن العاص : أتكتب عن رسول الله كل ما تسمع ؟ ! وإنما هو بشر ! يغضب  كما يغضب البشر ! ! فذكر ذلك للرسول محمد(ص) ، فقال له الرسول (ص) وهو يشير إلى شفتيه : (أكتب ، فوالذي نفسي بيده ما يخرج مما بينهما إلا حق ) ( مسند أحمد  ج2 ص207). عزز القران أوامر النبي(ص) في احاديثه فوصفه بالذي لاينطق عن الهوى ( وما ينطق عن الهوى أن هو الا وحي يوحى)(النجم 4), ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )(الحشر 7).  
وأمَرَ النبي (ص) علي بن أبي طالب بتدوين الاحاديث النبوية بقوله : (اكتب ما أُملي عليك، فقال عليّ: يا رسول الله ! أتخاف عَلَيَّ النسيان؟ قال: لا، ولكن دوّن لشركائك، قال: ومن شركائي يا رسول الله؟ قال: الاَئمّة الذين يأتون من بعدك)( عن منع تدوين الحديث لعلي الشهرستاني ونقله عن بصائر الدرجات للصفار  صفحة 167 ).
 هذه الاحاديث تبين أن النبي محمد(ص) شجع على التدوين والكتابة لتبقى احاديثه وتوصياته تشريعا للأمة حتى قيام الساعة.
وقد تحجج القدماء دفاعا عن موقف ابي بكر وعمر بعدم تدوينهما للحديث ومنهم  الدينوري في كتابه( تأويل مختلف الحديث) ,حيث يقول ان منع التدوين جاء بسبب جهل الصحابة بالكتابة! وهو رأي عجيب لأن الصحابة كتبوا القران وجمعوه, أليس ذلك دليلا على معرفتهم بالكتابة, واذا كان الدينوري يعني ان اغلبهم لايعرف الكتابة, فهل هذا الجهل يمنعهم من قراءة القران ومن كتابته؟ وقد كان للنبي عشرات الكتاب الذين كتبوا له الرسائل وكتبوا له القران ومنهم من كتب الحديث ايضا مثل عبد الله بن عمرو الذي تقدم ذكره انفا؟  لقد كانت السنة شارحة للقران مبينة له وتلفها وعدم تدوينها ترك المسلمين في ضيعة بين ايات القران, فحدث التأويل في القران وتغيرت معاني أيات حسبما يفسر المفسرون , وصار التفسير أشبه بحلول للمعضلات بأتخاذ طريقة الاحتمالات!  فيروي المفسر تفسيرا ويروي أخر تفسيرا مخالفا  له, فبغياب الحديث صار  تفسير القران يعتمد على رأي المفسر .
علم الاولون أن السنة وهي الحديث المروي عن الرسول كلام فصل , فالحديث النبوي واضح مبين لايات القران, وفي ذلك يقول الامام علي بن أبي طالب في معركة صفين-( وقعة صفين في فصل الامام علي)- أثناء التحكيم بين الفريقين فينصح الامام مبعوثه بقوله : ( لا تحاججهم بالقران فأنه ( القران) حمَّالٌ ذو وجوه ولكن حاججهم بالسنة ( حديث الرسول) فأنهم لن يجدوا عنها محيصاُ). نعم الاية القرانية الواحدة تقبل عشرات الاحتمالات في تفسيرها, فالقران حمَّالُ وجوه ولكن الذي يفسر أياته ويبينها ويحسم معانيها هو حديث النبي (ص) فهو كلام فصل. هذا القول يبين  لماذا أكد ابوبكر ومن جاء بعده على عدم تدوين السنة ومحاولة طمسها بحجة أنها ستختلط مع الايات القرانية عند الناس, وهي حجة واهية فكيف تختلط على الناس والقران قد تحدى الناس ببقاءه وبأعجازه, وما أسهل التفريق بين أيات القران وكلام الرسول عند أبسط الناس, فلا يحتاج الانسان الى شهادة في علم البلاغة والنحو ليميز بين القران وبين حديث الرسول, وكيف تختلط الاحاديث مع ايات القران والقران مجموع عند علي بن أبي طالب في نسخة وعند عبد الله بن مسعود في نسخة وعند ابن عباس في نسخة كما تروي المصادر المتفق عليها . إن قرار أبي بكر ومن جاء بعده في عدم تدوين السنة إدى الى تسهيل  تأويل الايات القرآنية وفقا لما يقول به الحاكم , فعدم وجود الحديث ألغى ضوابط التأويل والتفسير , فكثر التأويل والتفسير بالرأي الشخصي عند كل خليفة وملك وصار القرآن حمال وجوه, يسوق المفسرون آياته وفقا لما يريد الحاكم. لقد اجتهد الخلفاء والفقهاء اجتهادات خارج نصوص القران نفسه لأهمالهم الاحاديث النبوية التي  تفصل في تفسير الايات, فظهرت البدع ودخلت في مفاهيم المسلمين ومذاهبهم لتصبح  من اصول الدين نفسه,  ثم نشأت أجيال تمارس تلك البدع والتغييرات وتؤمن أن تلك البدع من أصول الدين نفسه, كما في بدعة الخلافة والشورى والانتخاب المزعوم , بينما  الحقيقة غير ذلك . أن يد التغيير والتحريف حاولت أن تطال  القران نفسه ولكن الكتاب محفوظ بأمر الله ,ولم يمنع هذا من حصول التقديم والتأخير في الايات القرانية نفسها ذلك التقديم والتأخير الذي يغير من المعنى أحيانا اذا لم يتم الاعتماد على الحديث النبوي لتفسير الالتباس , وفي ذلك أختلف حفاظ القران أنفسهم وابعد الخلفاء خيرة القراء والحفاظ  مثل الصحابي عبد الله بن مسعود وقربوا أخرين مثل زيد بن ثابت لاسباب سياسية بحتة.  نعود الى نظرية عدم كتابة الحديث النبوي التي استحدثها أبوبكر .
ذكر الذهبي عن عائشة :
(قالت عائشة : جمع أبي ( وهو ابابكر) الحديث عن رسول الله  ، وكانت خمسمائة حديث ، فبات ليلته يتقلب كثيرا ، فلما أصبح قال : أي بنية ، هلمي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها ! فقلت : لم أحرقتها ؟ قال : خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت به ، ولم يكن كما حدثني ، فأكون قد نقلت ذاك !) ( تذكرة الحفاظ للذهبي ). حاول الذهبي  أن يكذب الرواية أعلاه للتغطية على أبي بكر ولكن تكذيب الخبر أو تصديقه لايغير النتيجة, فالخليفة الاول لم يكتب حديثا واحدا  للنبي في عهده وحث على عدم رواية الحديث وهي حقيقة تاريخية تسندها روايات اخرى , فالنتيجة واحدة أكانت قصة حرق الاحاديث صحيحة أو باطلة.
هل ترك النبي سنته واحاديثه للاحراق أم لتبيين الحقيقة للعباد ,وللاستعانة بها في تفسير القران نفسه؟  قول الخليفة  أعلاه يدل على أن الرسول حث على كتابة حديثه وألا كيف استطاع أبوبكر جمع خمسمائة حديث مكتوبة في صحائف؟ ولماذا لم يحرقها والنبي (ص) على قيد الحياة ؟ هذا اذا كان النبي يأبى كتابة احاديثه وتقدم ذكر  حث النبي للمسلمين ومنهم عبدالله بن عمرو بكتابة كل شئ يقوله. وهناك احتمال اخر ان هذه الاحاديث أتى بها المسلمين الى ابي بكر أثناء حكمه  وتركوها عنده أملا منهم بأن يتخذ الخليفة قرارا صائبا في نشرها وكتابتها ,لكنه أتلفها ! إن ابابكر أحرق تلك الاحاديث بعد موت الرسول فلا رقيب ولا محاسب, و بات يتقلب ليلته مهموما على ماسيفعله بها, ولو كان حديث واحد من تلك الاحاديث يعزز مركزه كخليفة للمسلمين لما أحرقه ولرواه كحديثه الذي رواه لوحده ولم يسمعه قبل ذلك اي صحابي وهو حديث الاحاد الذي يقول فيه ( نحن الانبياء لانورث مانتركه صدقة) , ومر بنا ماذا كانت الحصيلة من رواية هذا الحديث في فصل السقيفة وكيف تمت البيعة , وكيف أستطاع الخليفة أن يُجرد علياً صاحب الحق في الخلافة من قوة المال. لقد صار أمر أبابكر بعدم كتابة أحاديث النبي وأتلافها أمرا فقهيا دائما وكما يلي:
ذكر مالك بن أنس ان ابابكر جمع الناس فقال لهم : (إنكم تحدثون عن رسول اللّه‏ أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشدّ اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول اللّه‏ شيئا ! فمن سألكم فقولوا  بيننا وبينكم كتاب اللّه‏ فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرام) ( الموطأ لمالك بن ج1ص 335).
مالك بن أنس  في حديثه اعلاه يؤكد أوامر ابوبكر للمسلمين بعدم رواية أي حديث للنبي (ص) والاكتفاء بالقران فقط, فتأمل.  أتفق فقهاء  الجمهور على أن جمع القران في مصحف واحد في عهد ابي بكر وعمر كان يستدعي شاهدين للصحابي الذي يأتي باية قرانية لتدوينها في المصحف و بعد تأكيد الشاهدين لصحة الاية القرانية  التي أتى بها الصحابي تكتب الاية في المصحف , وهكذا حتى كمل جمع القران. ولاندري لماذا لم يفعل ابوبكر وعمر في موضوع  احاديث الرسول ما فعلا بجمعهما للقران من تحقيق واستدعاء شهود  ؟ لكنهما اختارا طمس تلك الاحاديث واتلافها . إن الذي احترق لابد أن كان خطيرا ومهماً, فلم يشأ الخليفة أن يطلع الناس والاجيال الاتية عليه ,وهل هناك اخطر من الامامة والحكم في تاريخ البشرية كلها ؟ أليس هذا دليلا على أن جل تلك الاحاديث تتكلم عن أمور الخلافة ومن يتولاها وعن توصيات مهمة تخص الحكم ورجال الحكم . ان فساد الحكم يفسد الامة كلها ,وقضية جوهرية كقضية الحكم طًمست من دين الاسلام وجعلته ديناً بلا نظام للحكم كما مر في فصل السقيفة وما سبقه. وهذا هو السبب الرئيسي لاوامر الحاكم بعدم رواية احاديث النبي (ص) و احراق ما كٌتب من اقواله (ص)!  إن حرق أحاديث النبي ومنع الناس من التحدث بها يبين أن الذين منعوا ذلك كانوا يبغضون النبي بغضاً الى درجة أنهم سعوا بكل ما يستطيعون للقضاء على تراثه وكلماته .
ذكرالعلامة الاميني في كتابه الغدير في فصل أبوبكر,أن ابن كثير الدمشقي  جمع بعد جهد احاديث ابي بكر في كتيب فكانت  اثنين وسبعين حديثا فقط! وسمى ما جمع  بمسند الصديق , وكذلك ذكر السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء , ويستأنف الاميني كاتبا: وقد يروى أن لأبي بكر الصديق مائة واثنان وأربعون حديثا اتفق الشيخان على ستة أحاديث منها ( الشيخان هما البخاري ومسلم ولكل منهما كتاب جمعا فيه أحاديث النبي ). وانفرد البخاري بأحد عشر، ومسلم بواحد( شرح رياض الصالحين للصديقي), انتهى كلام الاميني. ونقول أن مارواه كان أقل بكثير مما أحرقه واتلفه , فهل يعقل لانسان عاصر النبي لفترة ربع قرن من زمان كما يدعي المؤرخون ثم لا يروي سوى أحاديث معدودة؟ ألا يدل ذلك على وجود احاديث اخرى خٌفيت عن الناس واحرقت واتلفت. واخيرا نقول اذا كان القران قد تم حفظه بالكتابة على زعمهم, فما قولهم للاحاديث النبوية اليس كان من السهل جمعها في كتاب واحد ويطلق عليه كتاب احاديث النبي وبذلك لم يكن ليختلف اثنان من المسلمين على اية قضية, ولكن الذي نراه والى يومنا هذا هو الاختلاف والشقاق بين المسلمين انفسهم وتشتت اراء علمائهم وفقائهم , ان الانحراف الكبير عن مسار الدين في عصرنا هذا يفسره ذلك الانحراف الاولي الذي ظهر بعد رحيل الرسول ثم ازداد الانحراف مع  مر الزمن حتى صار كما هو عليه اليوم.
وقد لخص هذا الاختلاف والاضطراب في الفقه قول الامام علي في خطبة له حيث يقول:
 (  تَرِد على أحدهم القضيّة في حكم من الاَحكام، فيحكم فيها برأيه، ثمّ ترِد تلك القضيّة بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه، ثمّ يجتمع القضاة بذلك عند الاِمام الذي استقضاهم فيصوّب آراءهم جميعاً، وإلـههم واحد! ونبيّهم واحد! وكتابهم واحد! أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف، فأطاعوه؟! أم نهاهم عنه فعصَوه؟! أم أنزل الله دِيناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه؟! أم كانوا شركاءه فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟! أم أنزل الله سبحانه ديناً تامّاً فقصّر الرسول (ص) عن تبليغه وأدائه؟! والله سبحانه يقول: (مَا فرطنا في الكتاب من شئ) وقال: (تِبيانا لكل شئ) ، وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضُه بعضاً، وأنّه لا اختلاف فيه، فقال سبحانه: (ولَو كانَ مِن عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كبيراً) وأنّ القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تُكشف الظلمات إلاّ به)( عن نهج البلاغة ) . هذه السطور من خطبة الامام  تبين أصل الاختلاف والانحراف في دول الاسلام  منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا.
يروي جمهور السنة حديث : ( تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا... كتاب الله وسنتي) ونقول أما كتاب الله فهو محفوظ ,وأما السنة فقد أتلفت واحرقت ومنع الناس من كتابتها فلا عجب من الهرج والمرج الذي مرت به الامة , أليس الملام في ذلك هو من منع كتابة الحديث ومنع تدوينه! ( سيأتي تفصيل وشرح حديث : تركت فيكم ما أن تمسكتم به .......! في فصل الامام علي بن أبي طالب) .لقد سار الحكام الذين أتوا بعد أبي بكر على خطى سنته في منع تدوين الحديث ونشره,  حتى عهد الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز حيث قام بمهمة جمع وكتابة سنة الرسول وكان ذلك بعد ثمانين سنة من حكم الخليفة الاول , تأمل, ثمانون سنة مرت ثم بدأ التدوين! أي أن دعائم الانحراف نشأت عليها أجيال حتى تذكر الحاكم الاموي عمر بن عبد العزيز بأن يجمع السنة , فهل يظن أي حصيف أنه سيجمعها كما هي وبعد سنين طويلة  ؟بطبيعة الحال كلا , فأغلب الاحاديث طَمست وضاعت وظهرت  مئات من الاحاديث لم يقلها النبي (ص) ,فلم يجد الخليفة سوى أن يقيد في الكتب ما يستطيع جمعه واسمع لقوله عندما أمر بكتابتها : ورد عن ابن شهاب الزهريّ قولُه: (أمرنا عمربن عبدالعزيز بجمع السُّنَن، فكتبناها دفتراً دفتراً، فبعث إلى كلّ أرض له عليها سلطان دفتراً) (كتاب منع تدوين الحديث لعلي الشهرستاني ,وعن جامع بيان العلم وفضله ج1 ص 176) . وذكر السيوطي عن حاطب بن خليفة البُرْجُميّ أنه قال: شهدتُ عمربن عبدالعزيز يخطُب وهو خليفة، فقال في خُطبته: (ألا وإنّ ما سنّ رسول الله وصاحباه فهو دِين نأخذ به وننتهي إليه، وما سنّ سواهما فإنّا نُرجئه) ( تاريخ الخلفاء للسيوطي صفحة 241)  .  وهكذا تم لابي بكر وعمر ما أرادا وأصبحت تشريعاتهما وأعمالهما جزءا من الدين والرسالة , فعمر بن عبد العزيز الخليفة الاموي يضيف أحاديث النبي وسنته الى أعمال وسنن (صاحبيه) ويعني بهما الخليفة الاول ابوبكر والثاني عمر ! وسيأتي في فصل عمر كيف أنه استحدث  سننا وقوانينا ليس لها أية علاقة بشرع دين محمد , واجتهد خارج النصوص, فكثرت البُدع في الرسالة السماوية وتغيرت مفاهيم  حتى صارت تلك البُدع  حقائقا مقدسة! دام تدوين الحديث النبوي في عهد الخليفة الاموي عمر بن العزيز أقل من سنتين ثم مُنعت السلطة الحاكمة كتابة الاحاديث النبوية مرة أخرى ,وبقي الحديث النبوي غير مقيد رسميا في الدولة حتى عهد الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور حين فتح باب كتب الحديث النبوي فخرجت كتب الحديث المعروفة بعد عهده أي بعد أكثر من قرن من زمان –  حكم أبا جعفر المنصور العباسي من سنة 136 الى 158 هجرية  , فتأمل. (  تاريخ الخلفاء للسيوطي , ترجمة أبو جعفر المنصور العباسي).
إن من اعجاز النبوة أن  طمس الحديث النبوي وعدم تقييده  تنبأ به رسول الانسانية,  فهو قد حذر المسلمين من مغبة ترك الحديث والسنة والتمسك بالقران فقط فيقول (ص) من حديث له
( يوشك الرجل متكئا على أريكته ، يحدث بحديث من حديثي ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ! ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله) ( مسند أحمد ج4 , ص130. وكذلك روى الترمذي ) .


لمزيد من قراءة راجع

 http://marwan1433.blogspot.ca/2013/07/4.html

No comments:

Post a Comment