Sunday, October 12, 2014

النبي محمد (ص) يعبس في وجوه الفقراء

النبي يعبس في وجه الفقراء ويبش في وجوه الاغنياء
وصف الله نبيه الكريم في القران بأوصاف بينت حسن خلق النبي ,فهو رحيم بالناس عطوف طيب ليس بالفض ولا بالغليظ: ( ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)( آل عمران 159) ,( وأنك لعلى خلق عظيم)( القلم 4), وغيرها من صفات تنم عن خلق عظيم في التواضع والادب . هذه الاوصاف لم تعجب الطلقاء وأولادهم فاخترعوا تفسيراً يحط من مقام النبي ,ودعموه بآية قرانية وكانت الاية هي من سورة عبس ( عبس وتولى أن جاءه الاعمى )( عبس1). الاعمى في الاية هو الضرير الفقير ابن مكتوم وأنزلت هذه الاية فيه لتبين للناس أنهم سواسية من طينة واحدة لافرق بين غني ولافقير أو بين اعمى وبصير الا بالتقوى.
وخلاصة القصة أن النبي كان يدعو أحد وجهاء مكة الى الاسلام, فجاءه في تلك الساعة الضرير ابن مكتوم يسأله عن الدين فلم يتأفف النبي من الفقير الاعمى وكلمه تواضعا وحبا وليس هذا عجيبا على النبي ذو الخلق العظيم ,ولما رأى احد الرجال موقف النبي ذلك وكان من الاغنياء عبس وتكبر على ذلك الموقف فأٌنزلت اية (عبس وتولى أن جاءه الاعمى) لكي تبين لذلك الرجل الذي عبس ولتبين كذلك لكافة الناس أن بني الانسان سواسية لافرق بين صحيح وسقيم أو بين غني وفقير.  لكن المحرفين الذين كرهوا النبي فسروا الاية في  منحى آخر دفاعاً عن الرجل الذي عبس, فرفعوا تهمة العبوسة عنه والبسوها للنبي محمد, فقالو ان الاية انزلت كعتاب للنبي لأنه عبس في وجه الفقير الاعمى ابن مكتوم وبش وضحك في وجه احد كفار قريش في سبيل هداية الغني الكافر !
 ان النبي في نشر دينه لم يأخذ بدواعي الغنى والجاه , فرسالة الدين هي المساواة والعدالة فكيف يعظ النبي بذلك ثم لايطبق مايعظ به؟.
ويروى أن النبي(ص) قال (لأن يهدي الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت) ( معجم الطبراني عن أبي رافع) ,ولم يقل لان يهدي بك رجلا قوياً أو غنياً , الغاية هي هداية الانسان,  والهداية هي من الله ولا مكان للحسابات الدنيوية المادية والناس سواسية كلهم من تراب, والنبي أعلم الناس بذلك. لكن المحرفين أقحموا الاية في تفسير ذلك وجعلوا من النبي عبوساً ,ولاندري كيف يصف الله النبي بالعبوسة مرة ويصفه مرة بأنه على خلق عظيم ! ان الرجل الذي يحمل قليلا من حسن الخلق يأنف عن العبوسة في وجه الفقير والمعاق بصرياً ,فكيف بنبي الله ورسول الانسانية بفعل ذلك وهو ذو الخلق العظيم؟
إن التحري التاريخي في وقت نزول الاية وسببها يبين أن الذي عبس لم يكن النبي,  وإنما رجل اخر ,وترجح الروايات ان الذي عبس وأنف من الضرير هو عثمان بن عفان بن أبي العاص الاموي وليس النبي محمد , ولعثمان عند قومه بني أمية شأن كبير فقد جملوا تاريخ حكمه وأظهروه بمظهر التقي المتواضع حتى فاق النبي في ذلك, ومثل ذلك تقدم ذكره في  حديث اضطجاع النبي وأفخاذه بادية حتى دخل عثمان فاستحى منه . كان هذا التفسير مثلبة أخرى في حق المفسرين الذي أنزلوا مقام النبي وشوهوا صورته ليغطوا على الخليفة الثالث عثمان بن عفان الغني المتكبر. ويصر المتعصبون أن النبي هو الذي عبس على الرغم من الادلة التاريخية ورغماً عن تناقض ذلك مع آيات القرآن ومع  سيرة  النبي وأخلاقه. ان النتيجة التي حصل عليها المتآمرون من تفسير الاية هي: نبي عبوس متكبر  ضعيف يأخذ بالاسباب المادية وينسى قوة القدر الالهي, وهي صفات يتبرأ منها من يحمل خلقا رفيعا ,لكن المتآمرين استكثروا الاخلاق والحكمة على النبي (ص)  !

راجع الرابط لمزيد من قراءة
http://marwan1433.blogspot.ca/2013/10/13.html

No comments:

Post a Comment