Monday, October 6, 2014

مهنة الخليفة عمر بن الخطاب




عمله قبل الرسالة
زعم بعض أهل التراجم أن الخليفة الثاني (عمر) كان قبل أسلامه سفيرا لقبيلة قريش فقالوا:(كان عمر بن الخطاب من أشراف قريش وإليه كانت السفارة فى الجاهلية وذلك أن قريشا كانت إذا وقعت بينهم حرب وبين غيرهم بعثوا سفيرا وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر رضوا به بعثوه منافرا ومفاخرا) ( الاستيعاب لابن عبد البر ج 3 ترجمةعمر).  هل حقا كان عمر في جاهليته سفيرا لقريش؟ وكم كان له من العمر حين ذاك؟ 
قيل أنه (أَسلم في ذي الحجة السنة السادسة من النبوّة وهو ابن ست وعشرين سنة.) (تاريخ المدينة لابن شبة , باب عمر) 
(ولد عمر  بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة وروى أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال سمعت عمر يقول ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين)( الاستيعاب لابن عبد البر ج3 , ترجمة عمر) وفقا لهذه الروايات يكون عمره في بداية الرسالة عشرين عاماً , فكيف يكون سفيرا لقريش في سنه ذاك وفي قريش أشرافها ورجالها ؟ ولم يورد المؤرخون حادثة واحدة تثبت سفارة عمر لقريش , فقد صار عمرو بن العاص سفيرا لقريش عندما بعثت قريش وفداُ الى النجاشي في الحبشة بعد هجرة المسلمين اليها وكان عمر بن الخطاب حينها لم يزل مشركا, فلماذا لم تبعثه قريش مع من بعثت؟ و لو كانت سفارته لقريش حقيقة تاريخية لامتلأت كتب المؤرخين بذلك, ولكن لاشئ ! ما هو عمل عمر قبل الاسلام إذن؟
 كان عمر يعمل حطابا لأبيه فيروي  متحدثا عن شبابه  :
 (قد رأيتنى بهذا الجبل أحتطب مرة وأختبط أخرى... أي أضرب الشجر لينتثر الخبط منه ) ( النهاية في غريب الحديث لابن الاثير ج2 ص108) ويقول كذلك (لقد رأيتني وإني لأرعى على الخطاب  في هذا المكان، وكان والله ما علمت فظاً غليظاً. وأنا في إبل للخطاب أحتطب عليها مرة وأختبط عليها أخرى ) ( تاريخ المدينة لابن شبة , باب عمر )
 وفي رواية آخرى (لقد رأيتني وأختاً لي نرعى على أبوينا ناضحنا قد ألبستنا أمنا نقبتها ، وزودتنا من الهينة، فنخرج بناضحنا فإذا طلعت الشمس ألقيت النقبة إلى أختي، وخرجت أسعى عرياناً، فنرجع إلى أمنا وقد جعلت لنا لفيتة من ذلك الهبيد، فياخصباه ) ( عن موقع العلامة الكوراني ونقله عن كنز العمال ج4 ص 589). وقوله زودتنا من الهينة يعني بها عصيدة من حب الحنظل على شكل هينة والهينة هي الزنمة المدلاة تحت فم الماعز كالاصابع. هذان مثلان على عمل عمر في الجاهلية  وهو كما يظهر كان حطابا يعمل لأبيه الحطاب الذي وصفه بالفظاظة والغلظة . يؤكد هذه الحقيقة عمرو بن العاص عندما صار واليا على مصر في عهد عمر فقال لرسول عمر إليه وهو محمد بن مسلمة :
 (‏ يا محمد بن مسلمة قبح الله زماناً عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب فيه عامل‏, والله إني لأعرف الخطاب يحمل فوق رأسه حزمة من الحطب وعلى ابنه (عمر) مثلها وما منهما إلا في نمرة لا تبلغ رسغيه) ( العقد الفريد لابن عبد ربه ج1). وقد يقول قائل ان عمل عمر كحطاب كان في صغره ومراهقته فما هو عمله عندما شب؟
دون ابن الاثير:(كان عمر في الجاهلية مبرطشا وهو الساعي بين البائع والمشتري شبه الدلال ويروى بالسين المهملة بمعناه) (النهاية في غريب الحديث لابن الاثير ج1 ص 119)
,ونقل الدميري عن التوحيدي فقال (ذكر التوحيدي في كتاب بصائر القدماء وسرائر الحكماء صناعة كل من علمت صناعته من قريش فقال: كان أبو بكر  بزازا، وكذلك عثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف، وكان عمر دلالاً يسعى بين البائع والمشتري،) ( حياة الحيوان ص 267  للدميري , ومثله في مثالب العرب للكلبي)
أما في الاسلام فقد أعترف عمر بقلة حفظه لأحاديث النبي وقلة معرفته بالفقه بقوله (خفي علي هذا من أمر رسول الله, ألهاني عنه الصفق بالاسواق )( صحيح مسلم , باب الاستئذان رقم الحديث 2153) . ويعني هذا أنه استمر في عمله بالاسواق وصفق المعاملات حتى بعد أسلامه ,وانشغل بذلك عن التفقه في الدين. ويؤكد ذلك قول الصحابي أبي بن كعب الانصاري حافظ القران عندما سأله عمر يوما عن كيفية معرفته بالقرآن وعلومه, فقال أبي بن كعب لعمر: (كان يليهني القرآن وكان يلهيك الصفق في الاسواق !)( سير أعلام النبلاء للذهبي , ترجمة أبي بن كعب.  كنز العمال  ج2 ص 569) . 
يُروى كذلك أن عمراً عمل خادماً قبل اسلامه , قال البغدادي :( كان عمر بن الخطاب خرج مع عمارة بن الوليد المخزومي أجيرا الى الشام اوالى اليمن.)(المنمق في أخبار قريش ص 130, للبغدادي المتوفى 248 هجرية .  شرح ابن أبي الحديد ج2 ص781). وكان عمر في عمله ذلك يطبخ الطعام لعمارة ويخدمه كما يروي صاحب المنمق. فمن أين أتى منصب سفارة قريش لعمر؟ لم يكن عمر سوى حطابا لأبيه وعندما شب أشتغل مبرطشاً وساعيا بين البائع والمشتري, وليس هناك عارا في ذلك وليس ذكره أنقاصا لعمر ولكن ما تقدم يبين حيل كتبة البلاط في تضليل الناس, فليس هناك سفارة ولاسفير وسيتبين فيما يلي  من نسبه أنه لم يكن من أشراف قريش كما ذكر صاحب الاستيعاب وغيره .

لمزيد من قراءة راجع 
 http://marwan1433.blogspot.ca/2013/07/5.html
 

No comments:

Post a Comment