الثورة
على عثمان
ماتقدم
ذكره في عهد خلافة عثمان لم يكن ليدع الناس على ماهم عليه ,فقاموا يطالبونه
بالاصلاحات والعدالة في توزيع المال, وعزل
من ولى من عشيرته من بني العاص وبني أمية, فلما أبى عثمان الاصغاء اليهم نادوا بخلعه من منصبه , ونكرر رواية الطبري للفائدة:
( عن عامر بن سعد قال أول من اجترأ على عثمان بالمنطق السيء جبلة بن عمر الساعدي مر به عثمان وهو جالس في ندى قومه وفي يد جبلة بن عمرو جامعة فلما مر عثمان سلم فرد القوم فقال جبلة لم تردون على رجل فعل كذا وكذا قال ثم أقبل على عثمان فقال والله لاطرحنَّ هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه قال عثمان أي بطانة فوالله اني لأتخير الناس فقال مروان تخيرته ومعاوية تخيرته وعبد الله بن عامر بن كريز تخيرته وعبد الله بن سعد تخيرته منهم من نزل القرآن بدمه وأباح رسول الله دمه قال فانصرف عثمان فما زال الناس مجترئين عليه إلى هذا اليوم)(تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 3 ص 299)
( عن عامر بن سعد قال أول من اجترأ على عثمان بالمنطق السيء جبلة بن عمر الساعدي مر به عثمان وهو جالس في ندى قومه وفي يد جبلة بن عمرو جامعة فلما مر عثمان سلم فرد القوم فقال جبلة لم تردون على رجل فعل كذا وكذا قال ثم أقبل على عثمان فقال والله لاطرحنَّ هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه قال عثمان أي بطانة فوالله اني لأتخير الناس فقال مروان تخيرته ومعاوية تخيرته وعبد الله بن عامر بن كريز تخيرته وعبد الله بن سعد تخيرته منهم من نزل القرآن بدمه وأباح رسول الله دمه قال فانصرف عثمان فما زال الناس مجترئين عليه إلى هذا اليوم)(تاريخ الرسل والملوك للطبري ج 3 ص 299)
اتفق
المؤرخون على أسماء الصحابة الذين قاموا على عثمان نذكر منهم : طلحة بن عبيد الله,
الزبير بن العوام , سعد بن أبي وقاص, محمد بن أبي بكر , عمرو بن العاص , المغيرة
بن شعبة, قيس بن سعد بن عبادة, جابر بن عبد الله الانصاري , عمرو بن الحمق, مالك
الاشتر , عمار بن ياسر وغيرهم كثير . لم يستطع المؤرخون أو كتبة البلاط نكران أشتراك
جموع الصحابة في الثورة على عثمان ,واوقعت هذه الحقيقة مجملي التاريخ من أصحاب
نظرية عدالة الصحابة في مشكل لم يقدروا الخروج منه , فهم لايستطيعوا ذم الانصار
والمهاجرين من الصحابة في سبيل تبرئة ذمة عثمان مما فعل , ولايستطيعوا القول أن
عثمان كان على حق فيما فعل لأن قولهم ذلك سيكفر تلك الجموع من المسلمين الاوائل
الذي قاموا بالثورة على عثمان , فقالوا بأن ماحدث كان فتنة والسلام!
دور
عائشة في الثورة على عثمان
كانت عائشة ابنة الخليفة الاول أبوبكر من أول
الناس في التحريض على عثمان. روى البلاذري: ( قال ابن أعثم : ولما رأت عائشة اتفاق الناس على قتل عثمان ، قالت له : أي
عثمان ! خصصت بيت مال المسلمين لنفسك ، وأطلقت أيدي بني أمية على أموال المسلمين ،
ووليتهم البلاد ، وتركت أمة محمد في ضيق وعسر ، قطع الله عنك بركات السماء وحرمك
خيرات الأرض ، ولولا أنك تصلي الخمس لنحروك كما تنحر الإبل . فقرأ عليها عثمان :
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين
فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين) ( فتوح
البلدان للبلاذري , باب عثمان) .وردت الرواية أيضا بألفاظ أخرى و كما يلي :
وقامت
عائشة بنت أبي بكر تحرض الناس على قتل عثمان قائلة: (اقتلوا نعثلا فقد كفر) (تاريخ
الطبري ج4 ص 447, الكامل لابن الاثير ج3 ص 87). ونعثل اسم ليهودي كان كث الشعر
وغزيره, وقيل أن نعثلا لقب يطلق على الشيخ الاحمق , ليس بعيداً أن يكون دافع عائشة
هو الانتقام من عثمان لدوره في قتل أبيها الخليفة الاول أبابكر بالسم ( راجع فصل ابوبكر)
, كما أن عائشة أفتقدت زمن حكم أبيها وصاحبه عمر, ففي عهديهما كانت عائشة مدللة
تفتي وتُحدث الناس كما يحلو لها بمأمن عن نقد أو تجريح , ولم يدم ذلك في عهد عثمان
الذي لم يعطها الاهتمام التي كانت تتمتع به من قبل. ولا يفوتنا القول أن من أسباب
كره عائشة لعثمان هو أملها بأن يكون ابن عمها طلحة بن عبيد الله صاحب الأمر والنهي
وسيتبين صدق ذلك في فصل ( الأمام علي). ساهم ابن عم عائشة وهو طلحة بن عبيد الله
بالتحريض على عثمان والتنكيل به : (....لم يكن أحد من أصحاب النبي (ص) أشد على
عثمان من طلحة) (أنساب الاشراف للبلاذري ج5 ص 81). -وسيأتي تفصيل أكثر بعد قليل- .
تذكر أيها القارئ الاموال الطائلة التي اغدقها عثمان على طلحة فأنها لم تفعل
مفعولها لطيش عثمان واستهتاره غير المحدود, فحتى
الذين كسب ودهم بالمال لم يطيقوا ذلك الاسفاف والظلم. لم يقتصر الامر
على الصحابة المقربين في الثورة على
عثمان, فقد شاركت جموع غفيرة من المهاجرين
والانصار في الثورة عليه .
نهاية
عثمان
في
موسم الحج التقى رؤوساء المعارضة لحكم عثمان وكانوا من أهل الكوفة والبصرة ومصر,
ثم قرروا أن يأتوا في العام الذي بعده ومعهم أهالي أمصارهم ليرفعوا شكواهم الى
عثمان في العاصمة وهي المدينة المنورة. . فلما جاء موسم الحج في العام التالي خرج
مالك الأشتر في ألف رجل من أهل الكوفة ,وخرج حكيم بن جبلة العبدي في البصرة فكان
في مائة وخمسين .وجاء أهل مصر وهم مابين أربع مائة الى الف رجل حسب تفاوت المصادر,
وكان فيهم محمد بن أبي بكر ابن الخليفة الاول أبوبكر . ثم أتوا دار عثمان بالمدينة ,وجاء معهم رجال من
المهاجرين والانصار منهم عمار بن ياسر وغيره . وفي رواية صاحب العقد الفريد يروى أن أهل مصر أسندوا
أمرهم إلى علي ومحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر وطلحة والزبير فأمروهم بقتله، وكان
معهم من القبائل خزاعة، وسعد بن بكر، وهذيل، وطوائف من جهينة و مزينة وأنباط يثرب،
وهؤلاء كانوا أشد الناس عليه. ويروي المسعودي أن في الناس كان بنو زهرة ايضا لأجل
مظلمة عبد الله بن مسعود التي ذكرناها, فقد كان عبد الله بن مسعود من أحلاف قبيلة
بني زهرة وكذلك قبيلة بني هذيل. أما بنو مخزوم فقد جاءوا لانهم حلفاء لعمار بن
ياسر , وجاءت قبيلة غفار لأجل أبي ذر الغفاري, ثم تأتي قبيلة تيم بن مرة لان محمد
بن أبي بكر منهم ( باختصار وتصرف عن الغدير, باب عثمان للعلامة الاميني, وعن الانساب للبلاذري, العقد الفريد لابن عبد
ربه , مروج الذهب للمسعودي ).
حاصرت
جموع المسلمين تلك دار عثمان ولم يتركوا الدار حتى عاهدهم عثمان بالتوبة والعودة
للعمل بسنة الرسول وكتب لهم بذلك كتابا
يقول :
(بسم
الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من عبد الله عثمان أمير المؤمنين لمن نقم عليه من
المؤمنين والمسلمين إن لكم أن أعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه، يعطى المحروم،
ويؤمن الخائف، ويرد المنفي، ولا تجمر البعوث، ويوفر الفئ، وعلي بن أبي طالب ضمين
المؤمنين والمسلمين وعلى عثمان بالوفاء في هذا الكتاب. شهد الزبير بن العوام،
وطلحة بن عبيد الله؟ وسعد بن مالك بن أبي وقاص، و عبد الله بن عمرو، وزيد بن ثابت،
وسهل بن خنيف، وأبو أيوب خالد بن زيد.وكتب في ذي العقدة سنة خمس وثلاثين. فأخذ كل
قوم كتابا فانصرفوا.)
( بتصرف عن الغدير , باب عثمان للعلامة الاميني ,
انساب الاشراف ج5 للبلاذري.)
وقال
علي بن أبي طالب لعثمان: أخرج فتكلم كلاما يسمعه الناس ويحملونه عنك وأشهد الله ما
في قلبك، فإن البلاد قد تمخضت عليك، ولا تأمن أن يأتي ركب آخر من الكوفة أو من
البصرة أو من مصر ، فخرج عثمان فخطب الناس فأقر بما فعل واستغفر الله منه، وقال:
سمعت رسول الله يقول: من زل فلينب. وأنا
أول من اتعظ ، فإذا نزلت فليأتني أشرافكم فليردوني برأيهم، فوالله لو ردني إلى
الحق عبد لاتبعته وما عن الله مذهب إلا إليه، فسر الناس بخطبته واجتمعوا إلى بابه
مبتهجين بما كان منه.فخرج إليهم مروان بن الحكم وزير عثمان فزبرهم وقال: شاهت
وجوهكم ما اجتماعكم؟ أمير المؤمنين مشغول عنكم، فإن احتاج إلى أحد منكم فسيدعوه
فانصرفوا، وبلغ عليا الخبر فأتى عثمان و هو مغضب فقال: أما رضيت من مروان ولا رضي
منك إلا بإفساد دينك، وخديعتك عن عقلك؟ وإني لأراه سيوردك ثم لا يصدرك، وما أنا
بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك.
وأخرج
ابن سعد من طريق أبي عون قال: سمعت عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث ذكر مروان
فقال: قبحه الله خرج عثمان على الناس فأعطاهم الرضى وبكى على المنبر حتى استهلت
دموعه، فلم يزل مروان يفتله في الذروة والغارب
حتى لفته عن رأيه، قال: وجئت إلى علي فأجده بين القبر والمنبر ومعه عمار بن
ياسر ومحمد بن أبي بكر وهما يقولون: صنع مروان بالناس؟ قلت: نعم) ( بتصرف عن
الغدير , باب عثمان للعلامة الاميني رحمه الله, وعن تاريخ الطبري, الكامل لابن
الأثير, حياة الحيوان للدميري ج1 ص 53) . وفي رواية أخرى يقول مروان بن الحكم
لجموع الناس :
(ما
شأنكم قد اجتمعتم؟ كأنكم قد جئتم لنهب، شاهت الوجوه، كل إنسان آخذ بأذن صاحبه إلا
من أريد ,جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا أخرجوا عنا، أما والله لئن
رمتمونا ليمرن عليكم منا أمر لا يسركم ولا تحمدوا غب رأيكم، ارجعوا إلى منازلكم،
فإنا والله ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا! فجاء علي مغضبا حتى دخل على عثمان فقال: أما رضيت من
مروان ولا رضي منك إلا بتحرفك عن دينك وعن عقلك مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به؟
والله ما مروان بذي رأي في دينه، ولا نفسه، وأيم الله إني لأراه سيوردك ثم لا
يصدرك، وما أنا بعائد بعد مقامي هذا لمعاتبتك، أذهبت شرفك، وغلبت على أمرك.)(
الغدير للأميني, أنساب الاشراف للبلاذري ج5 ص 64، تاريخ الطبري ج 5 ص 111 ، الكامل
لابن الأثير ج3ص68، تاريخ ابن كثير ج7 ص
172 شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 164، تاريخ ابن خلدون ج 2ص 396). تأمل قول
مروان لجماهير الناس : (جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا !) , فقد صارت دولة
المسلمين ملكا لبني أمية وبني العاص.
بعد
كل هذه التقلبات يخرج أهل الامصار ليعودوا الى بلادهم وهم يأملون خيرا في سياسة
عثمان بعد توبته وكتابه لهم, وخرج وفد المصريين عائدين إلى مصر آملين تغيراً في
سياسة عثمان وفي طريقهم شمالا نحو مصر يلقون غلاما لعثمان يسابقهم على راحلته في
طريقه شمالا, فأوقفوه وفتشوا متاعه فوجدوا
فيه كتاباً بتوقيع عثمان وختمه الى حاكم مصر عبد الله بن أبي سرح يأمره عثمان
بالتنكيل بالوفد المصري عند وصولهم , والرواية كما يلي بلفظ ابن شبة
(
عن عبد الرحمن بن جندب قال: رجعوا راضين، فلما كانوا بأيْلة لحقهم غلام
لعثمان يقال له يُحَنَّة، فقالوا: مَن
أنت? قال: غلامٌ لعثمان. قالوا أين تريد? قال: مِصرَ.
فاستنزلوه فلم يجدوا معه شيئاً من متاعه، فقال كنانة بن بشر: انظروا في إداوته. فنظروا في الإداوة فإذا فيها قارورة قد شُدَّ رأسها بأدم فيها كتاب عليه خاتم من رَصاص، فقرأوا الكتاب فإذا هو: من عثمان إلى ابن أبي سرح، إذا قَدِمَ عليك أهل مصر فاقتل عبد الرحمن بن عدَيس واصلبه، واقطع يد عروة بن شييم وأبي عمر بن بديل بن ورقاء وكنانة بن بشر)( تاريخ المدينة لابن شبة , باب مقتل عثمان) . وفي سند آخر يروي ابن شبة عن رجال مصر الذين رضوا بتوبة عثمان حيث يقول
فاستنزلوه فلم يجدوا معه شيئاً من متاعه، فقال كنانة بن بشر: انظروا في إداوته. فنظروا في الإداوة فإذا فيها قارورة قد شُدَّ رأسها بأدم فيها كتاب عليه خاتم من رَصاص، فقرأوا الكتاب فإذا هو: من عثمان إلى ابن أبي سرح، إذا قَدِمَ عليك أهل مصر فاقتل عبد الرحمن بن عدَيس واصلبه، واقطع يد عروة بن شييم وأبي عمر بن بديل بن ورقاء وكنانة بن بشر)( تاريخ المدينة لابن شبة , باب مقتل عثمان) . وفي سند آخر يروي ابن شبة عن رجال مصر الذين رضوا بتوبة عثمان حيث يقول
:(
فرجعوا راضين، فلحقهم غلام لعثمان في الطريق معه كتاب إلى ابن أبي سرح يأمره فيه
بقتلهم، فأخذوه ثم رجعوا إلى المدينة، وبلغ أهل مصر فأخرجوا ابن أبي سرح من مِصر
فألحقوه بفلسطين، وبلغ أهل الكوفة رجوع أهل مصر الثانية، فخرج الأشتر في مائتين من
أهل الكوفة، وبلغ أهل البصرة فخرج حكيم بن جَبَلة في مائة، فتوافوا بالمدينة
فحصروا عثمان .) ( تاريخ المدينة لابن شبة , باب مقتل عثمان). وحاصرت الجموع دار
الخليفة عثمان على غدره بهم, دام حصار الثوار لبيت عثمان أكثر من أربعين ليلة ثم يدخل الناس ويقتلوه.
لمروان بن الحكم دور كبير في أغتيال عثمان فهو
كان وزيره و حامل أختامه ,والتحقيق في روايات التاريخ يبين أن مروان بن الحكم هو
الذي كتب الكتاب الى والي مصر يؤمره فيه بالتنكيل بالوفد المصري العائد وقتل رجاله
كما ذكر اعلاه. إن التعجيل بنهاية عثمان كان من صالح معاوية حاكم الشام , فقد كان
معاوية يترقب نهاية عثمان آملا في ملك بني أمية وهذا ما تحقق بعد سنين قليلة من
ذلك. في أثناء حصار البيت يذهب مروان بن الحكم وهو وزير عثمان الى عائشة ابنة
الخليفة الاول يطلب منها أن تقف مع عثمان في حصاره فماذا سيكون ردها؟ يروي ابن شبة
( حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري قال،
حدثني عمي - أو عم لي - قال: بينما أنا عند عائشة وعثمان
محصور، والناس مجهزون للحج إذ جاء مروان فقال: يا أم المؤمنين، إن
أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ورحمة الله ويقول: ردي عني الناس فإني فاعل
وفاعل، فلم تجبه، فانصرف وهو يتمثل ببيت الربيع بن
زياد العبسي.
:وحرق قيس علي البلاد حتى.... إذا اشتعلت أجذما
:وحرق قيس علي البلاد حتى.... إذا اشتعلت أجذما
فقالت: ردوا علي هذا المتمثل ( تعني مروان )، فرددناه ( فردننا مروان
عليها )، فقالت - وفي يدها غرارة لها تعالجها: والله لوددت أن صاحبك الذي جئت
من عنده ( تعني به عثمان) في غرارتي هذه فأوكيت عليها فألقيتها في البحر) ( تاريخ
المدينة لابن شبة , باب خبر عثمان). فتأمل
موقف عائشة من عثمان ووتمنيها موته ونهايته , وتأمل قول مروان : وحرق قيس علي
البلاد ....ويعني بذلك أن عائشة لها دور كبير في تحريض الناس على عثمان فهي التي
حرقت البلاد على الخليفة .
وكتب
عثمان في حصاره كتبا يستنجد بأهله وعشيرته , ذكر الدينوري كتاب عثمان لمعاوية والي
الشام :
(أما
بعد: فإني في قوم طال فيهم مقامي، واستعجلوا القدر في، وقد خيروني بين أن يحملوني
على شارف من الإبل الدحيل، وبين أن أنزع لهم رداء الله الذي كساني، وبين أن اقيدهم
ممن قتلت، ومن كان على السلطان يخطئ ويصيب، فيا غوثاه يا غوثاه، ولا أمير عليكم
دوني، فالعجل العجل يا معاوية! وأدرك ثم أدرك وما أراك تدرك) ( الامامة والسياسة
للدينوري, باب عثمان) . وفي الكتاب نرى يأس عثمان وترقبه لنهايته فهل أنجده معاوية ؟
بعث
معاوية قائده يزيد بن أسد القسري وقال له:
(إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ولا تقل: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
فإنني أنا الشاهد وأنت الغائب، قال: فأقام بذي خشب حتى قُتل عثمان، فاستقدمه حينئذ
معاوية فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان أرسل معه)( أنساب الاشراف للبلاذري, شرح
نهج البلاغة للمعتزلي ج4)
وهكذا انتظر معاوية خبر مقتل عثمان ولم يفعل
شيئا , فقد بعث الجيش خارج المدن وأمرهم بالتوقف في منطقة ذي خشب . وقال معاوية
لرسول عثمان واسمه مسور وكان قد اتى بكتاب الاستغاثة من عثمان يا مسور : (إني مصرح ان عثمان بدأ فعمل بما
يحب الله ورسوله ويرضاه, ثم غير فغير الله عليه، أفيتهيأ لي أن أرد ما غير الله
عزوجل)( فتوح البلدان للبلاذري ج2 ص 218
.) . وفَصَّل اليعقوبي ذلك في تاريخه فيروي (وحصر ابن عديس البلوي
عثمان في داره، فناشدهم الله، ثم نشد مفاتيح الخزائن، فأتوا بها إلى طلحة بن عبيد
الله، وعثمان محصور في داره، وكان أكثر من يؤلب عليه طلحة والزبير وعائشة، فكتب
إلى معاوية يسأل تعجيل القدوم عليه، فتوجه إليه في اثني عشر ألفاً، ثم قال: كونوا
بمكانكم في أوائل الشام، حتى آتي أمير المؤمنين لأعرف صحة أمره، فأتى عثمان، فسأله
عن المدة، فقال: قد قدمت لأعرف رأيك وأعود إليهم فأجيئك بهم. قال: لا والله، ولكنك
أردت أن أقتل فتقول: أنا ولي الثأر. ارجع، فجئني بالناس! فرجع، فلم يعد إليه حتى
قتل.)(تاريخ
اليعقوبي ج1 ص 176)
نعم
كان معاوية ينتظر موت عثمان , فهو المرشح القوي الوحيد بعده من بني أمية وتحت
أمرته جيوش الشام كلها وقد أحكم حكمه في البلاد , ولذلك لم يكن متحمسا لنصرة عثمان
وانما كان ينتظر موته ليقيم دولته, واتخذ معاوية موت عثمان بعد ذلك حجة له للاخذ
بثاره كسبيل شرعي لاعلان دولة بني أمية.
نعود
الى حصار عثمان , حاصر المعارضون بيت عثمان لأكثر من شهر ,وهرب أنصاره من بني أمية
الى بلاد الشام ومنهم ابن عمه وزوج ابنته مروان بن الحكم والتحقوا بمعاوية بن أبي
سفيان متحينين موت عثمان ليعلنوا في الشام دولة بني أمية. يموت عثمان طعنا من قبل المعارضين الذي تسوروا بيته, ويبقي ثلاث
أيام دون أن يدفن, حتى أكلت الكلاب رجله كما يذكر الطبري في تاريخه. ولم يقرب جثته
أحد من الناس خوفا من حنق المعارضة , ثم دفنه أربعة رجال من أهله في مقبرة اليهود
واسم المقبرة (حش كوكب), فقد منعهم الثوار من دفنه في مقابر المسلمين. وتروي أم
حكيمة أنهم لم يجدوا له تابوتا فحملوه على باب مخلوع وتقول أنها سمعت وقع رأسه على
الباب عند حمله يدبدب دبا( مصادر رواية قتله عن كتاب الخلفاء للدكتور محمد الصادقي
, وعن البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي, , طبقات الصحابة لابن سعد ج3 ص 55,
تاريخ اليعقوبي ج2 ص 153, الكامل في التاريخ لابن الاثير ج3 ص 76, السيرة الحلبية لدحلان ج 2 ص 85, شرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد) .
ويروي
ابن شبة بتفصيل فيقول ( قال عبد الرحمن
بن أزهر: لم أدخل في شيء من أمره فإني لفي بيتي إذ أتاني المنذر بن الزبير
فقال: عبد الله يدعوك، فأتيته وهو قاعد إلى جنب غرارة حنطة فقال: هل لك
إلى دفن عثمان رضي الله عنه فقلت: ما دخلت في شيء من أمره، وما أريد ذلك.
فاحتملوه ومعهم معبد بن معمر، فانتهوا به إلى البقيع فمنعهم من
دفنه جبلة بن عمرو الساعدي، فانطلقوا إلى حش كوكب، ومعهم عائشة بنت عثمان معها
مصباح في حق، فصلى عليه مسور بن مخرمة الزهري، ثم حفروا له، فلما دلوه صاحت
بنته عائشة، فلم يضعوا على لحده لبنا، وهالوا عليه التراب.) (تاريخ المدينة لابن شبة , باب خبر
عثمان).
بعد سنين من مقتل عثمان قام الملك الاموي معاوية
بن أبي سفيان في عهده بشراء جزء من مقبرة اليهود (حش كوكب) والتي كان فيها قبر
عثمان بن عفان والحق ذلك الجزء بمقابر المسلمين. أن فعل معاوية بضم قبر عثمان الى
مقابر المسلمين يُجسد تفاني بنو أمية في التغطية على مثالب عثمان, فلم يترك بنو
أمية مثلبة من مثالب عثمان الا سعوا في طمسها ووضعوا محلها منقبة وكأنهم يغسلون
عنه مافعل .
كانت
الدفعة الاخيرة لمقتل عثمان هي غدره بالوفد المصري كما تقدم ذكره , ورفض عثمان حتى
النهاية أن يخلع نفسه على الرغم من الاخطاء والهفوات التي ارتكبها بحق الناس.
يذكرنا هذا بتشبث الطغاة بكراسيهم ومنهم الملوك والرؤوساء العرب في عصرنا , ومن
اقوال عثمان في أيامه الاخيرة أن الخلافة قدره وأن الله البسه ثوب الخلافة وليس
هناك من يحق له أن ينتزعه منها فهو يقول: (والله لا أخلع قميصا ألبسنيه الله)(
تاريخ الطبري, باب حصار عثمان). وفيما يلي نتفة من التاريخ تبين حال الصحابة
وقتالهم ونزاعهم فيما بينهم وهي تذكيرلمن يزعم أن الصحابة كانوا في وئام دائم , روى
الطبري وغيره:
(ولما
أبى عثمان أن يخلع نفسه تولى طلحة والزبير حصاره والناس معهما على ذلك ، فحصروه
حصرا شديدا ، ومنعوه الماء ، فأنفذ الى علي بن أبي طالب يقول : إن طلحة والزبير قد قتلاني بالعطش ،
والموت بالسلاح احسن . فخرج علي معتمدا
على يد المسور بن مخرمة الزهري حتى دخل على طلحة بن عبيدالله ، وهو جالس في داره
يبري نبلا وعليه قميص هندي فلما رآه طلحة رحب به ووسع له على الوسادة . فقال له
علي :
إن عثمان قد أرسل إلي أنكم قد قتلتموه عطشا وان ذلك ليس بالحسن ، والقتل
بالسلاح أحسن له ، وكنت آليت على نفسي أن لا أرد عنه أحدا بعد أهل مصر ، وأنا أحب
ان تدخلوا عليه الماء حتى تروا رأيكم فيه
. فقال طلحة : لا والله لا نعمة عين له ، ولا نتركه يأكل ويشرب ! فقال
علي :
ما كنت أظن أن اكلم أحدا من قريش فيردني ، دع ما كنت فيه يا طلحة . فقال
طلحة : ما كنت أنت يا علي في ذلك من شيء . فقام أمير المؤمنين علي مغضبا ، وقال
: ستعلم يابن الحضرمية أكون في ذلك من شيء أم لا ! ثم انصرف) ( تاريخ الطبري ج4 ص 385 ، العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 26 , تاريخ
المدينة لابن شبة , باب خبر عثمان ).
فتأمل حال الصحابة فيما بينهم يوم مقتل عثمان,
أما قول امير المؤمنين علي لطلحة : يا ابن الحضرمية ! فسيأتي تفسيره في فصل (أعداء
النبي).
وفي
روايات أخرى يروي الطبري قول علي لطلحة :
(أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان! قال: لا والله حتى تعطي بنو أمية الحق من
أنفسها.) (تاريخ
الطبري ج3 ص 2. وكذلك في مصنف ابن أبي
شيبة ج8 ص684.) ,وقال الدينوري في طلحة (وكان شديداً على عثمان وأمه
الصعبة بنت الحضرمي) )( المعارف لابن قتيبة ج1 ص 52)
كان
الزبيربن العوام وطلحة بن عبيد الله من أشد الناس على عثمان حتى قال الشاعر حسان
بن ثابت في ذلك شعرا
من
عذيري من الزبير ومن
طلحة
هاجا أمرا له إعصار
بما
قالا للناس دونكم العجل
فشبت
وسط المدينة نار ( نص الابيات عن كتاب المعارف للحلبي)
لنتذكر
مواقف طلحة والزبير من عثمان لأننا سنرى في فصل (الامام علي) أن الزبير وطلحة
أنقلبوا بعد ذلك فخرجوا على الخليفة علي بن أبي طالب بدعوى الاخذ بثار عثمان ,
فتأمل وزد عجباً.
المؤرخون
و قتلة عثمان !
حاول
الكتبة وبعض المؤرخين إبهام عملية قتل الخليفة الثالث عثمان, سعيا منهم لأخفاء
الجناة الذين قاموا بفعل القتل , وسبب ذلك
يعود الى اعتبارهم أن الصحابة أهل الخير والعلم ولايخرج منهم الا الطيب ولايصح
منهم فعل القتل في الخليفة الذي هو صحابي آخر
؟ إذن القول بأن قتلة عثمان كانوا
من صحابة النبي (ص) قول لم يعجب كتبة
البلاط ,ولايعجب أهل الجمهور , فكيف السبيل لسرد وقائع مقتل الخليفة ؟ إن هذا
المشكل التاريخي عند القوم لم يكن له حل الا بأستحداث شخصيات وهمية أسقطوا عليها
أتهاماتهم في جريمة قتل الخليفة. وزعموا
كذلك أن قتلة عثمان لم يكونوا من صحابة أهل المدينة بل هم من خارجها من أوباش
الناس . لنقرأ ما كتب المؤرخون:
روى الطبري في مقتل عثمان واللفظ له :
(قال أبو معتمر فحدثنا الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته قال فقال له قد أخذت منا مأخذا وقعدت مني مقعدا ما كان أبو بكر ليقعده أو ليأخذه , قال فخرج وتركه قال ودخل عليه رجل يقال له الموت الاسود, قال فخنقه ثم خفقه قال ثم خرج فقال والله ما رأيت شيئا قط ألين من حلقه والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه تتردد في جسده كنفس الجان قال فخرج)( تاريخ الرسل والملوك للطبري ج3 ص 415. تاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص 1285 باب مقتل عثمان). فمن هذا الرجل الذي أسمه الموت الاسود؟
(قال أبو معتمر فحدثنا الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته قال فقال له قد أخذت منا مأخذا وقعدت مني مقعدا ما كان أبو بكر ليقعده أو ليأخذه , قال فخرج وتركه قال ودخل عليه رجل يقال له الموت الاسود, قال فخنقه ثم خفقه قال ثم خرج فقال والله ما رأيت شيئا قط ألين من حلقه والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه تتردد في جسده كنفس الجان قال فخرج)( تاريخ الرسل والملوك للطبري ج3 ص 415. تاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص 1285 باب مقتل عثمان). فمن هذا الرجل الذي أسمه الموت الاسود؟
روى
السيوطي في تاريخه فقال :
(وجاء علي إلى
امرأة عثمان فقال لها من قتل عثمان؟ قالت لا أدري دخل عليه رجلان لا أعرفهما
ومعهما محمد ابن أبي بكر, وأخبرت علياً والناس بما صنع محمد فدعا علي محمداً فسأله
عما ذكرت امرأة عثمان؟ فقال محمد: لم تكذب قد والله دخلت عليه وأنا أريد قتله
فذكرني أبي فقمت عنه وأنا تائب إلى الله تعالى والله ما قتلته ولا أمسكته فقالت
امرأته صدق ولكنه أدخلهما. وأخرج ابن عساكر عن كنانة مولى صفية وغيره قالوا: قتل
عثمان رجل من أهل مصر أزرق أشقر يقال له: حمار ! ((تاريخ الخلفاء للسيوطي ج1 ص 66,
باب عثمان)
القاتل
وفقا لرواية السيوطي أزرق أشقر واسمه حمار, ياللعجب. وقوله أخرج ابن عساكر يعني به
صاحب تاريخ دمشق فالسيوطي نقل الرواية عنه.
وقال
ابن خياط في تاريخه
(حدثنا
عبد الأعلى بن الهيثم قال: حدثني أبي قال: قلت للحسن: أ كان فيمن قتل عثمان أحد من
المهاجرين والأنصار ؟ قال: لا، كانوا أعلاجا من أهل مصر.) ( تاريخ ابن خياط ج1 ص
132) وهكذا جعلوا موت الخليفة بيد أعلاجا
من مصر , فصار الصحابة أبرياء من دمه !
بحمد
الله تعالى أن هذه الروايات لم تكن الروايات الوحيدة التي رواها المؤرخون فقد رووا
نتف متفرقة من عملية قتل الخليفة في كتبهم ,ولكن أنزلوا هذه الحكايات كالموت
الاسود والازرق الاشقر وغيرها محاولة منهم لتشتيت أفكار الناس, فروج كتبة البلاط
هذه المزاعم و نجحت المحاولة فصارت نهاية عثمان مبهمة غير معروفة عند العوام ,
وصدقت الجماهير أن الخليفة الثالث عثمان قتله أوباش الناس من الاعلاج ولم يكن
للصحابة يد في ذلك فمات الخليفة مظلوماً ودمه على مصحفه شاهد للتاريخ على استشهاد
رجل تقي نزيه . وقيدت الحادثة ضد مجهول كما تم في عملية تسميم الخليفة الاول
ابوبكر ( راجع فصل ابوبكر). هذا الكذب على
عقول الناس هو فن من فنون تضليل الجماهير وخداعها روجه كتبة البلاط ووعاظ السلاطين
في سبيل الحفاظ على نظرية عدالة الصحابة التي استحدثها الامويون, فنظرية عدالة
الصحابة تقول أن الصحابة كلهم عدول ولايأتي منهم سوى الخير والبركة , ولايصح أن
يتقاتلوا فيما بينهم لتقواهم وزهدهم في الحياة, وضمت نظرية عدالة الصحابة جميع
الذين عاصروا النبي (ص) فصاروا جميعا ملائكة الارض في طهرهم وخيرهم.. سيتبين لنا
من مصادر التاريخ الاتية كذب هذا الادعاء وسيتبين
أن قتلة عثمان هم من صحابة النبي ومن أوائل المسلمين ومنهم :
محمد
بن أبي بكر بن الخليفة الاول
قال
المؤرخ ابن خياط
(وفي
حديث المعتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: دخل عليه(على عثمان) رجل من
بني سدوس يقال له الموت الأسود فخنقه وخنقه قبل أن يضرب بالسيف، فقال: والله ما
رأيت شيئا ألين من خناقه، لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده. وقال
في غير حديث أبي سعيد: ودخل التجوبي
فأشعره مشقصا فانتضح الدم على قوله: (فسيكفيكهم الله) فإنها في المصحف ما
حكت. حدثنا كهمس عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال: الذي ولي قتل عثمان رومان رجل من
بني أسد بن خزيمة، أخذ ابن أبي بكر بلحيته وذبحه رومان بمشاقص كانت معه. حدثنا أبو
الحسن عن أبي زكريا العجلاني عن نافع عن ابن عمر قال: ضربه ابن أبي بكر بمشاقص في
أوداجه، وبعجه سودان بن حمران بحربة. حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن طلحة قال:
حدثنا كنانة مولى صفية قال: شهدت مقتل عثمان. قال: قلت: من قتله ؟ قال: رجل من أهل
مصر يقال له حمار) ( تاريخ خليفة بن خياط , باب مقتل عثمان ج1 ص 130 )
تأمل
طريقة السرد التاريخي, فهو يذكر أن ابن أبي بكر ضربه بمشاقص في أوداجه وبعجه الاخر
بحربة, ثم لايلبث أن يلصق أن قاتله من أهل مصر يقال له حمار وفي بداية النص أن رجل
يقال له الموت الاسود خنقه. مايهمنا هو التصريح بأسم محمد بن أبي بكر ابن الخليفة
الاول , فهذا نص مهم يوثق لنا دور محمد بن أبي بكر في قتل الخليفة عثمان, أما
الموت الاسود والذي أسمه حمار والتجوبي ففن من فنون تضليل الجماهير وتشتيت فكرها
عن الحقائق, فلينتفع به أهل الخيال.
قال
ابن سعد (فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا حتى انتهى إلى
عثمان فأخذ بلحيته فقال بها حتى سمع وقع أضراسه فقال: ما أغنى معاوية، ما
أغنى عنك بن عامر، ما أغنت كتبك، فقال: أرسل لي لحيتي يا بن أخي،
أرسل لي لحيتي يا بن أخي، قال: فأنا رأيت استعداء رجل من القوم يعينه فقام
إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه، قال ثم قلت: ثم مه؟ قال: ثم تغاووا
والله عليه حتى قتلوه، رحمه الله.) ( طبقات الصحابة لابن سعد ج3 ص72)
وقال
ابن شبة (عن الحسن قال، حدثني بواب عثمان: أن محمد بن أبي بكر، وجأ عثمان
بمشاقص في أوداجه.)( تاريخ المدينة لابن شبة ج2 ص 324 , مقتل عثمان)
تم
أغتيال الصحابي محمد بن أبي بكر في عهد معاوية ابن أبي سفيان أنتقاما لقتله عثمانا
وسيأتينا ذكر الرواية في فصل ( الملك معاوية), واغتيال محمد بن أبي بكر برهان على
شركه في قتل عثمان!
عبد
الرحمن بن عديس البلوي
من
صحابة النبي (ص) شهد الحديبية, وهو ممن بايع النبي في بيعة الرضوان.كان رئيس وفد
مصر الى عثمان , روى ابن شبة: (حدثنا يزيد بن أبي حبيب قال: كان الركب
الذين ساروا إلى عثمان فقتلوه من أهل مصر ستمائة رجل، وكان
عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكان ممن بايع رسول الله (ص) تحت الشجرة) (
تاريخ المدينة لابن شبة , باب خبر عثمان) , وقال ابن سعد (عبد الرحمن بن عديس
البلوي، من صحب النبي (ص) وسمع منه، وكان فيمن رحل
إلى عثمان حين حصر حتى قتل، وكان رأسا فيهم) (ترجمة بن عديس البلوي كما في الطبقات
لابن سعد ج7 , الاستيعاب لابن عبد البر في
ج1 ,.)
في عهد الملك معاوية تم أغتيال الصحابي عبد الرحمن بن عديس إنتقاما لاشتراكه في قتل عثمان, فقد كان معاوية يطارد قتلة عثمان ثأرا لابن عشيرته الخليفة عثمان , فيروي الاصبهاني (عبد الرحمن بن عديس البلوي كان ممن بايع تحت الشجرة ، قتل زمن معاوية بجبل الخليل ، قيل : إنه كان فيمن سار إلى عثمان ، سكن مصر) (معرفة الصحابة لابي نعيم الاصبهاني ج13 ص191 , ترجمة بن عديس البلوي)
في عهد الملك معاوية تم أغتيال الصحابي عبد الرحمن بن عديس إنتقاما لاشتراكه في قتل عثمان, فقد كان معاوية يطارد قتلة عثمان ثأرا لابن عشيرته الخليفة عثمان , فيروي الاصبهاني (عبد الرحمن بن عديس البلوي كان ممن بايع تحت الشجرة ، قتل زمن معاوية بجبل الخليل ، قيل : إنه كان فيمن سار إلى عثمان ، سكن مصر) (معرفة الصحابة لابي نعيم الاصبهاني ج13 ص191 , ترجمة بن عديس البلوي)
عبد
الله بن بديل الخزاعي
روى
العسقلاني (عبد الله بن بديل: بن ورقاء الخزاعي تقدم ذكر أبيه ونسبه. قال الطبري وغيره: أسلم يوم الفتح مع أبيه وشهد
حنينا والطائف وتبوك) ( الاصابة للعسقلاني ج2 ص 105)
روى
الذهبي كذلك : ( عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى الخزاعي، كنيته أبو عمرو. روى
البخاري في تاريخه أنه ممن دخل على عثمان، فطعن عثمان في ودجه، وعلا
التنوخي عثمان بالسيف، فأخذهم معاوية فقتلهم.) ( تاريخ الاسلام للذهبي ج1 ص472)
وفصل
البلاذري عملية القتل : (عن ابن سيرين قال: جاء ابن
بديل إلى عثمان، وكان بينهما شحناء، ومعه السيف وهو يقول: لأقتلنه، فقالت
له جارية عثمان: لأنت أهون على الله من ذاك، فدخل على عثمان فضربه ضربةً
لا أدري ما أخذت منه) ( انساب الاشراف للبلاذري ج2 ص 296)
عمرو
بن الحمق الخزاعي
روى
ابن سعد بلفظه :(عمرو بن الحمق ابن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن
عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو من خزاعة. صحب النبي (ص) ونزل الكوفة وشهد
مع علي رضي الله عنه، مشاهده. وكان فيمن سار إلى عثمان وأعان على قتله، ثم
قتله عبد الرحمن بن أم الحكم بالجزيرة.) ( الطبقات لابن سعد ج6 ص 25,
الاستيعاب لابن عبد البر ج1 ترجمة عمرو بن الحمق)
وفصل
ابن شبة : (عن عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان قال: دخل عليه محمد بن أبي بكر
بشريان كان معه فضربه في حشائه حتى وقعت في أوداجه فخر، وضرب كنانة بن بشر
جبهته بعمود، وضربه أسودان بن حمران بالسيف، وقعد عمرو بن الحمق على صدره
فطعنه تسع طعنات. وقال علمت أنه مات في الثالثة فطعنته ستا لما كان في قلبي عليه)
( تاريخ المدينة لابن شبة , باب خبر عثمان)
ولدوره في قتل عثمان قتله معاوية أيام حكمه وطيف
برأسه في البلاد, وكان أول رأس يحمل في الاسلام , روى ابن عبد البر فيه :( صحب
النبي وحفظ عنه أحاديث، وسكن الشام،
ثم انتقل إلى الكوفة فسكنها. وروى عنه جبير بن نفير ورفاعة بن شداد وغيرهما. وكان ممن سار إلى
عثمان. وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عليه الدار فيما ذكروا ثم صار من شيعة علي رضي الله
عنه، وشهد معه مشاهده كلها: الجمل، والنهروان، وصفين،
وأعان حجر بن عدي، ثم هرب في زمن زياد إلى الموصل، ودخل غاراً فنهشته حية
فقتلته، فبعث إلى الغار في طلبه، فوجد ميتاً، فأخذ عامل الموصل رأسه، وحمله إلى زياد فبعث به زياد إلى
معاوية، وكان أول
رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد. وكانت وفاة عمرو بن الحمق الخزاعي سنة
خمسين. وقيل: بل قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عم عبد الرحمن بن أم الحكم سنة
خمسين ) ( الاستيعاب لابن عبد البر ج1 ص 363 , ترجمة عمرو بن الحمق) هؤلاء أربعة شهد المؤرخون في دورهم في عملية قتل الخليفة عثمان , وتبين من مصادر التاريخ وكتب التراجم أنهم من صحابة النبي , فلايقول قائل أن قتلة عثمان من العلوج وأباش الناس ولاقيمة لذكر اسماء خيالية كالتجوبي والازرق وحمار وغيرها, بل هم من صحابة النبي وممن بايعوه (ص) على الموت تحت الشجرة في بيعة الرضوان تلك البيعة التي تخلف عنها عثمان .
لمزيد من قراءة راجع الرابط
http://marwan1433.blogspot.ca/2013/07/6_26.html
No comments:
Post a Comment